تستمر الأجواء صيفية شديدة الحرارة اليوم الجمعة، حيث يطرأ ارتفاع طفيف بدرجات الحرارة في الساحل الشرقي، ويتوقع ان تستقر في المعدل العام حتى منتصف شهر رمضان، والسماء مشمسة مع ارتفاع الرطوبة على السواحل، وتنشط الرياح الشمالية (البوارح) مطلع الاسبوع المقبل بإذن الله، مثيرة للأتربة والغبار خاصة في الاماكن المكشوفة والطرق تؤدي الى انخفاض كبير في مدى الرؤية الافقية، وتمثل هذه الفترة منعطفا في متغيرات الطقس وتبلغ الحرارة الذروة تدريجيا، تزامنا مع تعامد اشعة الشمس وطول ساعات النهار وتغلغل المنخفض الموسمي مؤثرا في كثير من العناصر الجوية المعتادة صيفا، فيما تدخل منزلة (التويبع) اليوم بظهور نجم (الدبران) الذي يعرف موسما تكثر فيه السَموم والغبار، وتستمر رياح البوارح المغبرة لعدة أيام قادمة تمتد من الشرقية إلى الوسطى، وتساعد في انخفاض نسبي على درجات الحرارة نتيجة سرعتها وتواجد عوالق الغبار التي تحجب أشعة الشمس، كما تتوافق نهايتها مع موسم ما يعرف ب(حر الانصراف)، في منتصف شهر الصيام، الموافق 3 يوليو المقبل، والتسمية كناية عن تمكن الحر من الأجواء في أشد المستويات وزيادة الرطوبة وكتمة الاجواء خصوصا عندما تسكن الرياح. وفي سياق متصل، أشار الباحث الفلكي عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الى ان ظهور نجم الدبران اليوم يؤخذ مؤشرا على البداية الفعلية لفصل الصيف، تزامنا مع تعامد الشمس على مدار السرطان بمشيئة الله، وما يعرف بالانقلاب الصيفي الاحد المقبل 21 يونيو وفق الحساب الفلكي في اعتباره بداية الفصل الحار بالنصف الشمالي للكرة الأرضية، أضاف إن الطوالع النجمية يتم الاهتداء بها لمعرفة مواعيد الانواء والنقلات الفصلية على نحوٍ تقريبي، ومن ذلك الدبران الذي يبعد 65 سنة ضوئية وبالتالي لا مجال قطعيا في التأثير على المناخ، فيما تسهل رؤيته واضحا بلونه البرتقالي الساطع ويتبع الثريا ويستخدم في معظم لغات العالم باسمه العربي، وتتسم فترته بأجواء صيفية حارة جدا، كما يرتبط ظهوره مع انصراف الشمس إلى الجنوب تجاه خط الاستواء حيث تبلغ أقصى ارتفاع لها عند الظهيرة، فيما تكون الارض أبعد ما تكون عن الشمس، وخلال ايام الدبران عادة تشتد الرياح الشمالية المحملة بالغبار والأتربة وتكون جافة وحارة وغير مستقرة تنشط على فترات وتبلغ ذروتها وسط النهار. وأكد الشمري ان درجات الحرارة خلال ايام الشهر المبارك ستكون في المعدل العام، والبوادر طبيعية في توقعات الحالة الجوية بفصل الصيف، حيث لا توجد حاليا بوادر ملفتة بمعنى موسم متكرر في الخصائص الجوية المعتادة سنويا، وحول توقع تأثير مختلف للمنخفض الهندي بالفصل الراهن، يوضح الشمري، أن المناخ على مستوى العالم يشهد هذا العام أنماطا متتالية من الاضطرابات، نتيجة الظروف المصاحبة للدورة الشمسية 24 التي بدأت عام 2008 وستكون نهايتها في 2020 وبدا تأثيرها واضحا في العواصف الشمسية على نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي بأشكال متفاوتة من حالات عدم الاستقرار الجوي، ومن ثم تصعب امكانية التنبؤات المؤكدة للمرحلة القادمة، فيما تظل المتغيرات واردة الاحتمال بإرادة الله ومشيئته في أي وقت، كذلك فإن حركة الرياح الشمالية (البوارح) تعد طبيعية خلال هذه الأيام التي تمثل فترة انتقالية حادة بين الفصلين، ويشمل ذلك ارتفاع درجات الحرارة بسبب التعامد الشمسي وطول ساعات النهار، اضافة الى ان تعامد الشمس من شأنه ان يساعد في شدة الحرارة اضافة الى التأثير في بقية العناصر.