تشهد المنطقة الشرقية، اليوم الأحد بمشية الله أجواء مغبرة، حيث تعود البوارح بعواصف قوية تتحرك خلالها الرياح الشمالية بسرعات عالية تقترب من 50 كيلومترا في الساعة، مثيرة للأتربة وتغطي مساحات واسعة تشمل دول الخليج العربي، ومتوقع استمرارها حتى الأسبوع المقبل، فيما تشتد خلال 3 أيام في بداية هذه الموجة ، مؤدية إلى انخفاض كبير في مدى الرؤية الأفقية، ويتزامن ذلك مع استمرار تأثير منخفض الهند الموسمي، الذي يعمل على زيادة نشاط الرياح الشمالية والشمالية الغربية، نتيجة اختلاف الضغط الجوي وتباين درجات الحرارة بين أجزاء الشرق والجنوب الشرقي والشمال الغربي، ويتحول الطقس إلى مستويات الحر الشديد مرهقا، وفي هذا الموسم تنضج ثمار ( البمبر والتين والمشمش والرطب ) بالخليج، فيما يمثل اليوم الأحد 21 يونيو، موعدا لما يٌعرف بالانقلاب الصيفي، وفق المؤشر الفلكي واعتباره بداية فصل الصيف، حيث تتعامد أشعة الشمس على نصف الكرة الشمالي، ومن ثم تطول ساعات النهار إلى الحد الأقصى على مدار العام كاملا. وفي سياق متصل، قال الباحث الفلكي سلمان آل رمضان، إن فصل الصيف يدخل (فلكيا)، مساء اليوم الأحد، عند الساعة 08:37 في النصف الشمالي للكرة الأرضية، ويكون طوله 3 أشهر ويوما واحدا و16 ساعة (ويدخل الربيع في النصف الجنوبي)، موضحا أن المقصود بالانقلاب الصيفي، هو وصول الشمس في دورانها الظاهري (الدوران الحقيقي للأرض) إلى أقصى ميل شمالي، وهو ما يعرف بالميل الأعظم، ويتساوى ميلها مع ميل محور دوران الأرض 23,5 درجة، ثم تنقلب باتجاه الجنوب، كما تكون الشمس في أقصى ارتفاع عند الزوال (وقت الظهيرة)، بحيث يكون ارتفاعها مساويا لدرجة عرض المكان مضافا إليه ميلان الشمس ويكون على (مكةالمكرمة 88 درجة وفي المدينةالمنورة 88,5 درجة والرياض 88,54 درجة، وفي القطيف 51,86 درجة)، ويعني ذلك أيضا وصول الشمس في دورانها الظاهري للربع، وهو ربع السنة الشمسية المدارية ( الميلادية ) التي تبدأ في الاعتدال الربيعي. وبحسب الفلكي آل رمضان، فإن الشمس تكون في الانقلاب الصيفي في برج الجوزاء ( التوأم )، وليس برج السرطان كما تحدده التقاويم الاصطلاحية، حيث لازال السرطان يُشاهد بعد غروب الشمس ويُرى فيه كوكبا الزهرة والمشتري، ولو كانت الشمس فيه لكان يشرق ويغرب نهارا مع الشمس، ولا علاقة لذلك بارتفاع الحرارة ، حيث إن أحد المسببات بإرادة الله، هو الموقع الجغرافي وميلان أشعة الشمس، وعندما تكون عمودية أو شبه عمودية على بعض المواقع، فتخترق الغلاف الجوي الرقيق، مما يتسبب في نفوذ متفاوت للأشعة الحارة، وأول طوالع فصل الصيف الفلكي هو الدبران في 20 يونيو، ويعرف بالتويبع، وهو آخر نجوم (مربعانية القيظ ) وتسميته لأنه يتبع الثريا ويغيب أو يطلع بعدها ، ومن هنا أيضا جاء اشتقاق اسم الدبران في مساره أثناء الدورة الظاهرية، والدبران ثاني منزلة من منازل نجوم الصيف ويصادف أطول نهار في السنة وأقصر ليل، ويكثر فيه السموم والغبار. وتشتد في هذا الطالع حرارة الجو وتسود الرياح الشمالية الجافة والحارة، والشمس فيه تنصرف إلى الجنوب تجاه خط الاستواء، ويسود فيه موسم الرياح الشمالية المحملة بالغبار والأتربة، التي تمتاز بأنها رياح جافة لافحة حارة غير مستقرة، تنشط على فترات وتبلغ ذروتها وسط النهار. وأبرز ما في الحالة الجوية خلال الأيام المقبلة بمشيئة الله سبحانه وتعالى: هبوب رياح البوارح والتي قد تستمر حتى منتصف يوليو القادم، محملة بالغبار، واستمرار الأجواء الحارة نهارا، حيث تسجل منتصف الأربعينات المئوية ، وفوق الثلاثينات ليلا.