تسلمت مصر، الخميس الماضي، إحدى سفينتي ميسترال الحربيتين اللتين اشترتهما من فرنسا بفضل تمويل سعودي، في خطوة اعتبرها مسؤول مصري بداية «لإعادة بناء القوات البحرية المصرية» بحاملة طائرات فرنسية ستعزز من القدرات العسكرية المصرية خاصة مع تعدد المخاطر الإقليمية من كل الاتجاهات. روالميسترال التي تسلمتها مصر هي الأولى من اثنتين ضمن اتفاق تسلح تبلغ قيمته نحو 950 مليون دولار، وتم بفضل تمويل سعودي لتجعلها أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا والعالمين العربي والإسلامي تمتلك حاملات مروحيات. واطلقت مصرعلى سفينتها الحربية اسم «جمال عبدالناصر» على اسم الرئيس المصري الراحل، بينما أسمت الثانية «محمد أنور السادات»، ومن المفترض أن تتسلمها في أغسطس المقبل. وبعد أن تصبح رسميا ملكا للجيش المصري، من المتوقع أن تغادر السفينة «بعد بضعة أيام» مرفأ سان نازير (غرب) حيث تم بناؤها، متوجهة إلى مصر وعلى متنها 180 بحارا مصريا، حسب ما أفاد مصدر قريب من الملف. أما السفينة الحربية الثانية فسيتم تسليمها خلال سبتمبر المقبل. تحديث البحرية المصرية وبانضمام حاملة المروحيات الميسترال، تكون القاهرة قد واصلت عملية تدعيم قواتها البحرية منذ تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سدة الحكم قبل عامين. وقال مسؤول مصري رفيع في القوات البحرية ل«اليوم»، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن «مصر ستعيد بناء قواتها البحرية حول حاملتي الطائرات الميسترال». وأوضح المسؤول أن «البحرية المصرية كانت متمركزة في المنطقة الشمالية والقلب منها الإسكندرية على البحر المتوسط، لكن حاليا يتم تطوير القوات البحرية بهدف تكوين أسطول يعمل في البحر المتوسط، وأسطول آخر خاص بالبحر الأحمر ليغطي المساحة من السويس شمالا وحتى حلايب وشلاتين جنوبا»، ذلك بسبب «تعدد» المخاطر من مختلف الجهات حسب وصفه. وأكد أن «كفاءة القوات البحرية ارتفعت بشكل كبير خاصة مع تنويع مصادر السلاح». وأشارالمسؤول المصري إلى أنه «سيتم تزويد سفينة مايسترال لكل أسطول. واحدة لأسطول البحر المتوسط وأخرى للبحر الأحمر وهو ما سيعطي قدرة كبيرة لتغطية مساحة قتالية كبيرة». تغيير أنماط الحروب من جهته، وصف الخبير العسكري اللواء محمود خلف، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، حاملة الطائرة الميسترال «جمال عبدالناصر» بأنها «قوة ردع ليست لمصر فقط، وإنما لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل». وقال اللواء خلف في اتصال هاتفي مع الصحيفة: إن تغيير أنماط الحروب في الوقت الحالي استدعى تغيير أنواع التسليح، ولذلك اتجهت مصر إلى الميسترال الفرنسية». ويضيف خلف ان «الميسترال تتميز بقدرتها على التحرك بسرعة وخفة في كل الاتجاهات بحرًا وجوًا، لتوائم طبيعة الحروب في الوقت الحالي»، وقال: «حروب المعدات الثقيلة من طائرات ودبابات وحشود أفراد لم تعد موجودة الآن، فالحروب الحالية هي حروب أفراد وعصابات مثلما يحدث في سوريا وليبيا ومناطق تواجد الحوثيين في اليمن». درع للعرب وفي السياق أبان قائد القوات البحرية المصرية الفريق أسامة منير، خلال الاحتفال بتسلم حاملة الطائرات الذي بثه التلفزيون المصري الرسمي، إن«حاملة الطائرات (جمال عبد الناصر) هي الأولى التي تصل إلى مصر والشرق الأوسط. وقال: «انضمام حاملة الطائرات للأسطول المصري يأتي في إطار استراتيجية التطوير للبحرية المصرية في ظل ما تواجهه مصر والمنطقة من تهديدات وتحديات أمنية». وتابع الفريق منير انه بانضمام حاملة الطائرات الفرنسية أصبحت البحرية المصرية «درعا للمنطقة العربية بالكامل». فيما قال قائد القوات البحرية الفرنسية برنارد روجيل: إن «مصر وفرنسا تتعاونان في مجال مكافحة الإرهاب والعديد من المجالات الأخرى، مضيفا «نعمل على التعاون في مجال الاستخبارات، هناك أهداف دائما بيننا نسعى لتحقيقها». وتلقى نحو 170 بحارا مصريا تدريبا عسكريا من جولتين على تكنولوجيا حاملة الطائرات الفرنسية في شهر مايو الفائت في البحر المتوسط بإشراف فرنسي. وقال كاستر لوجا رئيس الشركة المصنعة لحاملة الطائرات الفرنسية ان الميسترال أبحرت لمدة أسبوع بقيادة«طاقم مصري مكون من 170 فردا، ونفذت مهامها بنجاح باهر»، حسب ما نقلت عنه صحيفة الأخبار المصرية الحكومية.