تسلمت مصر أمس إحدى حاملتي المروحيات من طراز «ميسترال» اللتين اشترتهما من فرنسا، بعد إلغاء عقد بيعهما لروسيا، فيما أكد قائد سلاح البحرية المصري أن انضمام السفينة الحربية يعزز قدرة بلاده على «مواجهة التهديدات». وظهرت الحاملة التي أطلق عليها اسم الرئيس السابق جمال عبدالناصر خلال عملية التسليم التي حضرها وزيرا الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان والمصري صدقي صبحي، موشحة بعلم مصر، وكتبت عليها الآية القرآنية: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة». وستغادر السفينة خلال أيام إلى مصر من مرفأ سان نازير (غرب فرنسا) حيث تم بناؤها، وعلى متنها 180 بحاراً مصرياً، فيما تتسلم مصر السفينة الحربية الثانية التي ستحمل اسم الرئيس الراحل أنور السادات في أيلول (سبتمبر) المقبل. وتعتبر الحاملة هي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومن شأنها تعزيز قوة سلاح البحرية المصرية، إذ في إمكانها إنزال قوات في مسرح عمليات، ونقل مستشفيات ميدانية للقيام بمهمات إنسانية كبيرة. ونبه قائد القوات البحرية المصرية الفريق أسامة ربيع الذي رفع علم بلاده على السفينة، إلى أن «المنطقة تعرضت لتحديات عدة تتطلب استراتيجية جديدة، ومصر وفرنسا تتفقان على أن الإرهاب يهدد العالم وأن لدينا قدرات عالية لمواجهة الإرهاب على الحدود والسواحل كافة». ولفت إلى أنه «ينبغي تغيير المفهوم التقليدي للأمن بمفهوم أعم وأشمل بين الدول»، مشيراً إلى أن «علاقات مصر وفرنسا في تطور مستمر، خصوصاً التعاون العسكري». ولفت إلى أن حاملة الطائرات الجديدة «تمكننا من تنفيذ جميع المهام البحرية في أسرع وقت، وقواتنا قادرة على حماية الوطن من أي تهديد إرهابي». وأوضح أن الحاملة «قادرة على تنفيذ أدق العمليات وستخدم مصر والمنطقة العربية». وأشار قائد القوات البحرية الفرنسية برنار روغل إلى أن «الحاملة ميسترال تتميز بمستوى عالٍ جداً من التقنية الحديثة، والبحرية المصرية لديها كفاءة عالية، وهناك تعاون مع مصر لما تتميز به من جهود في تحسين كفاءتها العسكرية، كما تتعاون مصر وفرنسا في العديد من المجالات، خصوصاً مكافحة الإرهاب ومجالات الدفاع الجوي والاستخبارات». وسلم وزير الدفاع المصري صدقي صبحي الذي وصل باريس مساء أول من أمس، نظيره الفرنسي جون إيف لودريان، رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي وجهها إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وأكدت «عمق العلاقات واستمرار التعاون المشترك بين مصر وفرنسا»، وفق بيان عسكري مصري.