على مدى فترة تتجاوز ثمانية أعوام.. وأهالي مركز جودة التابع لمحافظة بقيق يعانون من مشكلة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي دون حل جذري، رغم الشكاوى المتعددة، وكأن المركز سقط «سهوا» من حسابات مسؤولي الكهرباء بالمحافظة. أجهزة طبية لا يكاد يمر يوم أو يومان، إلا وينقطع التيار لمدة قد تصل إلى ثلاث ساعات عن المركز مع دخول فصل الصيف بحرارته الملتهبة، كما لم يسلم المركز الصحي أيضا من الانقطاع رغم افتقاده وجود «محول» احتياطي لتشغيل الأجهزة الطبية التى تتطلب تيارا كهربائيا مستمرا، كما يمتد تأثير الانقطاعات الى مركز جودة، وبالتالي تعطل خدمات المراجعين بجميع المرافق الحكومية. أعمدة متهالكة وفي البداية يقول خيري بن بيشان آل بيشان: إن عدد سكان مركز جودة يزيد على ثلاثة آلاف مواطن ومواطنة، يعانون انقطاعات الكهرباء لمدة تصل الى ثلاث ساعات يوميا التي تسبب لهم خسائر بسبب تلف الأغذية في ثلاجات المنازل، مرجعا السبب الى تهالك أعمدة الكهرباء التي تجاوز عمرها 40 عامًا، وبيّن آل بيشان أن الانقطاع يعود الى أسباب كثيرة وفي بعض الاحيان يكون السبب بسيطا جداً، مثل هبوب رياح مصحوبة بالأتربة والغبار، حتى وإن كانت خفيفة وكذلك في الأجواء الممطرة. فصل التيار ويؤكد محمد بن جويعد أن مشكلة انقطاع الكهرباء ليست جديدة، وانما تعود الى 8 سنوات تقريباً، ولكنها تزايدت خلال السنوات الاخيرة بعد حريق عين دار نتيجة قيام شركة الكهرباء بزيادة «حساسات» فصل التيار الكهربائي عند اشتداد قوة الرياح تفادياً للالتماس. نقل المرضى ويوضح حسين محسن الزهيري ان هناك عائلات وكبار سن ومقعدين تضرروا من تلك الانقطاعات، خاصة ان بينهم مرضى يحتاجون الى أجهزة الأكسجين، مما اضطر بعضهم إلى نقل المرضى لمنازل اشقائهم واقاربهم في مدن قريبة خوفاً من حرمانهم من الأكسجين نظرا لتوقف مظاهر الحياة تماما مع انقطاع التيار الكهربائي. أعطال التكييف ويرى فهد بن محمد بن عجيمة، أن كهرباء بقيق لم تتعامل مع بلاغات الأهالى العاجلة التي ترفع لهم، رغم شرح أضرار وتبعات الانقطاع على الأهالي ومنها أعطال اجهزة التكييف وبعض الاجهزة، خاصة في فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، وكان من المفترض حل المشكلة جذريا وإغلاق البلاغات نهائيًّا أو الجلوس مع الأهالي وإبلاغهم منذ سنوات ان الانقطاع سيستمر وعليهم البحث عن حلول بديلة رغم ان البحث عن حلول هو صلب مسؤولية شركة الكهرباء. مضخات احتياطية ويطالب «ابن عجيمه» شركة الكهرباء في محافظة بقيق ومسؤولي الشركة السعودية للكهرباء بالشرقية بالوفاء بالتزاماتهم وتوفير مضخات كهرباء احتياطية يكون مقرها مركز جودة، وتفريغ موظف يكون مسؤولًا مسؤولية كاملة عن تلك المضخة وحل مشاكل الأهالي المتعلقة بالكهرباء. تعطيل المراجعين من جانبه يؤكد عضو المجلس البلدي لمركز جودة، حسين بن محسن الزهيري ان انقطاع الكهرباء المستمر خصوصا في موسم الامطار والعواصف، اثر سلبا على عمل المركز وتعطيل المراجعين، خاصة وأن المركز والمستوصف والمدارس والشرطة وجميع الدوائر الحكومية تعتمد في جميع أعمالها على الكمبيوتر، إضافة لتأثير الانقطاع على جميع الاجهزة الكهربائية من مكيفات وثلاجات داخل المنازل والبقالات والمحطات، وايضا تضرر كبار السن والأطفال الذين يعانون من امراض الربو وغيرها. كابلات أرضية ويطالب الزهيري بتحويل تمديدات الكهرباء داخل البلدة الى كابلات ارضية بدلا من الهوائية لحل مشكلة الانقطاع من ادنى حركة هواء او زخات مطر نظرا لان اكثر الاعمدة خشبية ومتهالكة وانتهى عمرها الافتراضي منذ اكثر من 20 عاما ولا تستطيع مقاومة العوامل الجوية، مشيرا الى انه سبق مخاطبة مدير مكتب شركة الكهرباء بمحافظة بقيق بتاريخ 26 / 5 / 1436ه الماضي، وايضا بتاريخ 18/ 8 / 1437ه وغيرها دون فائدة. «كهرباء» بقيق: الانقطاعات «مقبولة».. ولا حل جذري قال مدير مكتب خدمات كهرباء بقيق عبدالرحمن الدخيل: إن عدد انقطاعات الكهرباء بهجرة جودة مقبول نسبيا، مشيرا إلى تسجيل 17 انقطاعا من بداية عام 2015م وحتى الآن، وكلها نتيجة أمور طارئة وخارجة عن الإرادة مثل الظروف الجوية من أمطار ورياح، وتتفاوت مدتها ما بين ساعة إلى ساعة ونصف الساعة نظرا لموقعها الجغرافي، وبعدها عن مكتب خدمات الكهرباء بمسافة تزيد على 120 كيلو مترًا، ومع ذلك ننسق حاليا لتوفير مصدر احتياطي يتوسط الهجرة، بهدف تقليص فترة الانقطاعات في حالة الانقطاع العام بسبب خروج المحطات المغذية لأي عطل طارئ. وأشار الدخيل ردا على مشكلة الاهالي مع الانقطاعات التي طرحتها «اليوم»، إلى ان عدد العدادات بهجرة جودة والمزارع التابعة لها يبلغ 370 عدادًا وللأسف لا يوجد حل جذري لمعالجة المشكلة، وإنما نعمل على تقليص الانقطاعات بمراقبة المغذيات والعمل على علاج مشاكلها الفنية إن وجدت. أسلاك هوائية عشوائية وسط المباني تتربص بالأهالي أعمدة خشبية عفى عليها الزمن