اكتسحت ظاهرة منح الألقاب للشعراء والشاعرات الساحة الأدبية الخليحية خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية تقريبا من خلال استبيان على المواقع الالكترونية، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك» ويقوم على تنظيمها وتنسيقها جهات تبحث عن هوية موقعها مستغلة ثقة المتسابقين وعدم إدراكهم مدى شرعية تصنيف منح هذهِ الألقاب واعطائها لمن يستحقها حسب معايير ومقاييس تقييم نقدي واضح وتحكيم صادق، طرحنا على عدد من الشعراء والشاعرات عن مدى ثقتهم في منح هذهِ الألقاب. البداية مع الشاعر والإعلامي مهدي مسفر الحبابي الذي أبدى رأيه قائلا: مثل هذهِ الألقاب مبنية على أهواء واختيار عدد من الأشخاص المقربين أو الراغبين في مثل هذهِ الألقاب التي لا أساس لها، والمقيمين المتبنين للفكرة ما تاريخ أعمالهم الأدبية وأعتقد أن هدفهم من أجل تحقيق متابعين اكثر بطريقة للأسف مخجلة، الألقاب التي يحصل عليها الأشخاص من مثل هذه الترشيحات لا تخدم الشخص، إنها تفتقد المصداقية وتفتقد المعايير التي يمنح الشخص اللقب عليها. وقال الشاعر فهد الحميدة الخالدي رأيه ايضا: ظاهرة التنافس للحصول على لقب شعري أو أدبي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لها مريدوها والساعون وراءها، لانها أوجدت لهم مكانة لا يستطيعون تحقيقها إلا بمثل هذه الطرق أو الوسائل غير الخاضعة للتقييم الصحيح، ولأنها تعتمد على عدد أصوات المرشحين الذين لا يتمتعون بأي ذائقة شعرية تمكنهم من ابداء رأيهم في أي نص شعري، لذا فهي ليست محل الثقة عند المهتمين بالشعر من أدباء وشعراء ومتذوقين. وعبر الكاتب سعد العتيبي قائلا: ألقاب الشعراء نوع من الثناء يوجه الشاعر في اتجاه واحد ويغيبه عن الواقع الذي يعيشه ويحملهُ إلى عالم الأوهام والخيال. أما الشاعر نمر بن مجمّل فعبر قائلا: من وجهة نظري ان الألقاب في هذا الوقت تعتبر سلما تسويقيا لظهور الشاعر والشاعرة بطريقة غير مجدية والثقة في النفس هي افضل لقب لكل شاعر. الشاعر محمد القبلان قال: من وجهة نظري الشخصية ومن منطلق تواجدي الشخصي بأكناف هذا العالم الافتراضي أجد العديد من الشعراء والشاعرات يفضلون الألقاب والأسماء المرمزة لنيل سقف أعلى من الحرية عدا من لا يُفضل ابراز هويته الحقيقية. أما بالنسبة للالقاب التي يعلوها المديح التي يستخدمها العديد من الشعراء المتواجدين في جنبات برامج التواصل الاجتماعي فالجدير بها من يطلق عليه جمهوره المتعطش لشذا حرفه وهذا هو الجوهر الحقيقي سواء لشاعر أو لشاعرة. الشاعر هادي بن سعيد بن عوير الهاجري أبدى رأيه وقال: فعلا انتشار هذه الألقاب واضح جدا منذ سنوات ولعلها مع بداية المسابقات الشعرية، ومن جهة نظري ان بعض الألقاب مجرد تكميل لشد الانتباه ولا يبحث عنها شاعر يمتلك الثقة فيما يقول وللمبدع لقب واحد فقط وهو كلمة «شاعر» ولا يستحقه إلا من استشهدوا بقصائد النقاد والشعراء والمتذوقين. الشاعرة والناشطة الأدبية نور الوليدي قالت: إن الشعراء والشاعرات الحقيقيين لا يسعون لهذه الألقاب ولا يسعى لها إلا كل من يجد لديه حالة نقص يود ملأها بلقب للتطبيل الفارغ أو من أرهقته الأنا المتضخمة فيبحث عن نفسه في هذه الألقاب وغالبا تمنحها جهات أو أسماء لا ناقة لهم ولا جمل بأولويات الشعر الحقيقية وما يضيف للشعر، وأحيانا يضعونها من باب إثارة الفتنة والتحيز لأسماء دون غيرها ويقع في فخهم الشعراء الخاوون. الشاعرة الاماراتية حمدة المر اختصرت قائلة: ان بالأمس تم منح لقب سفيرة الشاعرات لإحدى الشاعرات الخليجيات وما يثير الاستغراب أن شاعرات دولتها لا يعرفنها رغم أنهن شاعرات معروفات ومتميزات ومخضرمات، ما أثار الضحك حقيقة. وأعطت رأيها الشاعرة بروق السراة، فقالت: لا شك في أن الثقة غالية ووضعها في غير محلها ظلم واضح، وهذه الساحات الأدبية قد تكون حقيقة ذات امكانات محدودة وشخصيات لا يعتد بها من ناحية التقييمات الواضحة والألقاب المعطاة، وإن كان هناك دور يجب القيام به فمن مصدر ذي اختصاص فهو دور التثبت وعدم إعطاء المجال وتجاهل مثل هؤلاء ووضع جهة معينة واحدة يحتكم إليها وتكون مصدرًا لمنح الشعراء والشاعرات هذه الألقاب حسب بنود التقييم المطروحة. وتكون لجنة التحكيم من كبار الشعراء في الساحة الخليجية وهذه اللجنة تختار على أساس من النزاهة ويعلن اللقب بشكل رسمي من خلال الموقع الخاص بهذه اللجنة المقيمة، بالاضافة إلى تصويت يشارك فيه الجمهور ليصل اللقب لمن يستحقه.