بدأت تركيا توجيه ضربات إلى كل من قوات «حزب العمال الكردستاني» و «تنظيم داعش» في العراقوسوريا، وذلك بالتزامن مع معركة دبلوماسية حول اعتراف البرلمان الألماني بتعرض الأرمن لإبادة على يد القوات التركية. وأفادت رئاسة الأركان التركية أمس، بأن طائرات حربية شنت غارات مساء أمس الأول، على مواقع لمنظمة «حزب العمال الكردستاني» في منطقة متينا شمالي العراق، ووفقا لما نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، فإن الغارات نُفذت بناء على معلومات استخباراتية، وأسفرت عن تدمير ستة مواقع للمنظمة، تتضمن مخازن أسلحة وملاجئ. كما نقلت قنوات تلفزيونية عن بيان لهيئة الأركان العامة التركية قوله: إن الجيش التركي قصف أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية شمالي مدينة حلب في سوريا مما أسفر عن مقتل 14 من مقاتلي التنظيم. من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أمس، أن تصويت مجلس النواب الألماني المرتقب اليوم على قرار يعترف بإبادة الأرمن التي تنفيها أنقرة، «لا قيمة له»، وحذر من تبعاته على العلاقات بين ألمانياوتركيا، وقال يلديريم أمام صحافيين في أنقرة: «إنه تصويت لا قيمة له. يجب أن نترك التاريخ للمؤرخين». ومع أنه أشار إلى أن تبني النص سيكون له «تأثير سلبي» على العلاقات بين البلدين إلا أنه أشار إلى أن الأضرار ستكون محدودة. وأضاف: «لن يحصل شيء. هذا النص لا قيمة له بالنسبة إلينا، وسيكون باطلا ولا مفعول له»، مستبعدا أن ترد تركيا على التصويت بعرقلة الاتفاق بينها وبين الاتحاد الأوروبي حول الهجرة. وأكد يلديريم «تركيا ليست دولة قبائل. لديها تقاليد عريقة». ومن المتوقع أن يصوت النواب الألمان ال630 اليوم، لتبني قرار بعنوان «إحياء ذكرى إبادة الأرمن وأقليات مسيحية أخرى بعد 101 عام»، وطرحتها كتل الأكثرية البرلمانية - محافظو تكتل الاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي- إضافة إلى حزب الخضر المعارض. ويؤكد الأرمن أن 1,5 مليون أرمني قتلوا بشكل منهجي قبيل انهيار السلطنة العثمانية فيما أقر عدد من المؤرخين في أكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بوقوع إبادة. وتقول تركيا: إن هؤلاء القتلى سقطوا خلال حرب أهلية ترافقت مع مجاعة وأدت إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني، فضلا عن عدد مماثل من الأتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الأناضول. من جهته، أعرب الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان عن أمله في ألا «يخضع النواب الألمان للضغوط» التي تمارسها تركيا عند تصويتهم الخميس، لصالح الاعتراف بإبادة الأرمن، وذلك في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية. وصرح سركيسيان: «لن يكون من العدل عدم تسمية إبادة الأرمن بأنها إبادة لمجرد تجنب إثارة غضب رئيس دولة أخرى»، في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي اتصل الثلاثاء، بالمستشارة الألمانية انغيلا ميركل للتعبير عن «قلقه» إزاء القرار. وتابع سركيسيان: «المسؤولون السياسيون في مجلس النواب يرون أيضا الأمور من هذا المنظار ولن يقبلوا أن يخضعوا للضغوط». وشدد على ضرورة عدم التخوف من أن يؤدي التصويت إلى إعادة نظر تركيا في الاتفاق المثير للجدل الموقع بينها وبين الاتحاد الأوروبي والذي يهدف إلى الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا.