أنقرة - أ ف ب - دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى قطع الطريق على تبني قانون يعاقب إنكار وقوع «الإبادة الأرمنية، وقال في رسالة وجهها إلى ساركوزي: «إن اتخاذ البرلمان الفرنسي هذا الإجراء سيؤثر سلباً في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع فرنسا». وأضاف: «آمل بأن تفوا بتعهدكم إفشال المبادرات من هذا النوع، ومنع الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها». ورأى أردوغان أن مشروع القانون المقترح في فرنسا يستهدف تركيا وشعبها وجاليتها في فرنسا، «لذا سنعتبره عملاً معادياً». وطالب رئيس الوزراء التركي فرنسا بأن تبرهن عن «حس سليم»، وتمنع أن تصبح العلاقات الثنائية «رهينة مطالب لأطراف أخرى»، مع العلم أن العلاقات بين فرنسا وتركيا تشهد حقبة من الاستقرار سمحت بتعزيز قدرات التعاون بينهما على الصعيدين الثنائي والدولي. وكانت لجنة التشريعات في البرلمان الفرنسي وافقت الأسبوع الماضي على مشروع قانون يدعمه نواب من الغالبية البرلمانية لحزب ساركوزي الحاكم، ويفرض عقوبة السجن لمدة سنة ودفع غرامة مقدارها 45 ألف يورو لمن ينكر وقوع «الإبادة» التي يقول الأرمن إن الأتراك اقترفوها بين عامي 1915 و1916، ما أسفر عن مقتل أكثر من مليون ونصف المليون شخص. وسيطرح المشروع الخميس على التصويت وسط تهديد أنقرة بسحب سفيرها في حال المصادقة عليه، واتهام وزير الخارجية أحمد داود أوغلو فرنسا بالتفكير بعقلية «تعود إلى العصور الوسطى» والترويج لها عبر مناقشة اقتراح الإدانة. وتصرّ تركيا على وفاة بين 300 و500 ألف أرمني في الأناضول على يد قوات النظام العثماني خلال الحرب العالمية الأولى، وعلى أنهم لم يتعرضوا لحملة إبادة. وكان ساركوزي وعد قبل انتخابه عام 2007 ممثلي الجالية الأرمنية القوية في فرنسا، والتي يقدر عددها بنصف مليون نسمة، بدعم إجراء تصويت حول نص قانون يجرم إنكار تعرض الأرمن لإبادة عام 1915. ورفض مجلس الشيوخ المصادقة على مسودة قانون حول الإبادة في أيار (مايو) الماضي ثم لم تحصل على دعم الحكومة، ما أغضب الأرمن ومؤيديهم في فرنسا.