لفت نظري خبر نُشر قبل أيام يُشير إلى أن السعوديين يصرفون سبعة مليارات ريال على الترفيه عالميا، الإجازة الصيفية للطلاب بدأت وللمعلمين والمعلمات بعد أُسبوع وهي بالمناسبة تعد الأطول في تاريخ المملكة العربية السعودية فعين المواطن، والمقيم لا ترى سوى (برامج محنطة ومكررة وفاشلة) ولأن الهيئة العامة للترفيه لم تبدأ بعد فإن على أمانات المدن وإمارات المناطق تغيير مفهوم الترفيه لدينا فمن مجرد بناء مخيمات في عز الحر والرطوبة وإتاحة الفرص للأسر المنتجة لعرض إنتاجها إلى مفهوم أعم وأشمل لمفهوم الترفيه ومتطلبات الأسر، الإجازة تمر بأربعة مواسم سياحية شهر رمضان المبارك، وعيد الفطر، والحج، وعيد الأضحى. ولذلك الأسر تتطلع إلى تجاوز عقبة المهرجانات المكررة والقضاء على جماح البيروقراطية مع بداية هيئة الترفيه لعملها وبرامجها وخططها! لكي يكون هناك ترفيه وسياحة في مملكتنا الحبيبة لابد من تهيئة البنية التحتية للأماكن السياحية والتاريخية في كل مدن المملكة مثل بناء فنادق وتهيئة أماكن ترفيه ومواقف للسيارات ودورات مياه نظيفة وأماكن للراحة والاستجمام ومطاعم نظيفة وأسعارها معقولة وتنظيم رحلات سياحية إلى تلك الأماكن بأسعار في متناول الناس من ذوي الدخل المحدود. كل يفسر مفهوم الترفيه على ما يحتاجه هو وأعتقد أن الترفيه يكمن في الاستمتاع باللحظة الى أقصى حد مع وجود ما يحفّز على ذلك كالحفلات والبرامج المنوعة والسينما والمسرح والعروض الحرة والتي تحفز التفاعل الاجتماعي لتحقيق الترويح ربما يكون في بلادنا منشآت أفضل بكثير من خارج الوطن ولكن ينقص المنظمين توفير روح المرح والخدمات التي تُعين على الترفيه. مشكلة المنظمين لبرامج السياحة في المدن والمحافظات أنهم أقوال بلا أفعال، في مقدمة مواسم السياحة نسمع تصريحات عن مشاريع سياحية وخطط وبرامج ولكن لا يتعدى أثرها الورق الذي كتبت فيه وتجد أول من يسارع للسياحة في الخارج هم أعضاء اللجان المنظمة والسبب أن أقلية لا ترى الا بالمكبر من اعداء كلمة سياحة لا هم لهم الا التنغيص على الناس حياتهم والتنفير من شيء اسمه سياحة لأنه تعود مع أحبابه قضاء إجازته في استراحات او مخيمات او مراكز صيفية وفق منهجه وتوجهاته، والمؤلم أننا ما زلنا نعطي لهم أهمية وهذا سر ترددنا في تطوير السياحة مع الجهود الطيبة الذي تبذلها هيئة السياحة والتراث الوطني وحرص سمو الأمير سلطان بن سلمان على توفير الأماكن السياحية بأسعار مناسبة وتطويرها وتنظيمها إلا أن تداخل المهام والصلاحيات بين أكثر من وزارة وهيئة جعل البرامج السياحية الداخلية دون المستوى! فك المعادلة وحل المجهول فيها هو الأهم لأن مصاريف رحلة سياحية داخلية في جنوب المملكة أو غربها أو شرقها أو شمالها لعائلة من ذوي الدخل المحدود يساوي تقريبا ضعف مصاريف رحلة سياحية خارجية مع الأخذ في الاعتبار ان وسائل الترفيه في الداخل لا تمثل الا اقل من 25% مما هو في الخارج، وقد قرأت خبراً في إحدى الصحف يقول إن القائمين على السياحة في دبي والبحرين شكلوا لجانا لدراسة احتياجات الأسرة السعودية السياحية لتوفيرها في بلادهم وهذا رأيته في دبي. المجتمع بحاجة إلى ترفيه حقيقي وأن يكون سمننا في دقيقنا من خلال إنشاء صالات سينما ومسرح وسيرك وعروض جوية والاهتمام بالرياضات البحرية وتأسيس مارينا للقوارب في المدن الساحلية وكذلك مراكز لسباق السيارات في أغلب المدن وكذلك تأسيس إسطبلات خيول في جميع مدن المملكة وكذلك مدارس للطيران ورياضاته وكذلك ملاعب كريكت لغير السعوديين وتأسيس رياضة سباق القوارب والغطس وفتح باب الاستثمار الأجنبي لجميع الرياضات وبناء فنادق ومنتجعات على الشواطئ وبأسعار تنافسية فالمنتجعات لدينا أسعارها أعلى من أسعار الفنادق والمنتجعات في ماليزيا وجزر المالديف، كما أنني أنصح بتوأمة المدن الترفيهية مع مدن عالمية وتأسيس مدن جديدة سياحية بالكامل عبر تحالفات عالمية متخصصة في المدن الترفيهية.