يعقد قادة دول الخليج العربي اليوم الثلاثاء قمة، يتوقع أن تناقش الوضع في سوريا والأزمة اليمنية والتدخلات الإيرانية في المنطقة، ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشأن تعزيز مسيرة المجلس التي رحب بها القادة في قمتهم في الرياض، واعتمدوها وكلفوا «المجلس الوزاري واللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة بتنفيذ ما ورد بها، على أن يتم استكمال التنفيذ خلال عام 2016م». كلف القادة - آنذاك - المجلس الوزاري ورئيس الهيئة المتخصصة بمقترح الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، و«عرض ما يتم التوصل إليه إلى المجلس الأعلى في دورته المقبلة». مواجهة إيران ومؤامراتها ويتوقع أن تكون إيران وميليشياتها التي تعيث فسادا وفتنة وتزرع الاضطرابات في الوطن العربي، وتستهدف أمن الدول الخليجية، أحد أهم الملفات الساخنة، خاصة أن سياسية الخلايا الإرهابية التي تنشرها إيران في الدول العربية قد تمادت إلى ارتكاب جرائم في الدول الخليجية وبالذات في البحرينوالكويت والمملكة. وفي مارس الماضي صنفت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حزب الله اللبناني ذراع التخريب الإيرانية الواسعة في الوطن العربية، منظمة إرهابية، ورحلت الدول الخليجية عشرات من المرتبطين بالحزب. اليمن ومواجهة الانقلابيين أما الأوضاع في اليمن، فدول مجلس التعاون تنظر إلى انقلاب الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح على الشرعية في اليمن أنه تهديد لاستقرار اليمن ووضعه تحت المظلة الإيرانية، وتهديد لأمن الدول الخليجية واستقرارها، لهذا شكلت تحالفا عربيا بدأت عمليات عاصفة الحزم بقيادة المملكة في فبراير 2015، لتصحيح الأوضاع، وإجهاض الانقلاب في اليمن، ومنعه من أن يكون حربة في الخاصرة الخليجية، وعودة الشرعية التي ارتضاها اليمنيون، وإنقاذ اليمن من أن يتحول إلى دولة فاشلة مؤذية لمواطنيها وجيرانها وميدان للصراع الطائفي والمذهبي والفتن الإيرانية، وتمكن التحالف العربي من تحرير أغلب الأراضي اليمنية لصالح سيادة الشرعية. وتجري مفاوضات حاليا في الكويت ليتخلى الانقلابيون عن أحلامهم، ويتلزموا بعودة الشرعية وتسليم الأسلحة للدولة وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216. دعم حل الهيئة الانتقالية في سوريا وفيما يتعلق بسوريا، فإن دول مجلس التعاون الخليجي تدعم الحل العملي والصحيح والدائم، وهو تشكيل هيئة انتقالية في هذا البلد ورحيل رأس النظام بشار الأسد، وانسحاب الميليشيات والقوات الأجنبية، وفي مقدمتها القوات الإيرانية وميليشياتها، من سوريا، ليتمكن السوريون من بناء مستقبلهم ودولتهم بانفسهم بلا أي تدخل دولي. العراق لابد أن للعراق حضورا في ملفات القمة الخليجية، نظرا لأن العراق أصبح ميدانيا للصراع الطائفي بين المنظمات الإرهابية الطائفية مثل منظمات الحشد الشعبي التي تقودها إيران ومنظمة داعش الإرهابية، وما يخلفه الصراع من الضحايا والدمار. وتحث الدول الخليجية الحكومة العراقية على ضرورة البدء بمصالحة وطنية حقيقية وأن تحرر من التعبية لطهران ليمكنها إرساء حكم وطني رشيد في العراق، تمهيدا لعودة الاستقرار لهذا البلد الذي تستبد به الفتنة، بتدبير من إيران وميليشياتها. وناقش وزراء خارجية دول مجلس التعاون في اجتماعهم التحضيري يوم الأحد المنصرم، مسيرة العمل الخليجي المشترك وما تم تنفيذه بشأن قرارات المجلس الأعلى، بما في ذلك متابعة تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك وما تم انجازه في إطار التكامل والتعاون بين دول المجلس. وبحث اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم التحضيري سبل تعزيز العمل المشترك وتطويره في جميع المجالات، واتخذوا بشأنها التوصيات المناسبة تمهيدا لرفعها الى اللقاء التشاوري لقادة دول المجلس في القمة التي ستعقد في مدينة جدة، اليوم، وبحثوا آخر التطورات الإقليمية والدولية ومستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة.