نفى مسؤول بلجنة التحقيقات المصرية تقريرا بشأن رصد دخان على متن طائرة مصر للطيران قبل سقوطها. وقال مشترطا عدم الكشف عن اسمه، لأنه غير مخول بالإدلاء بأية تصريحات صحفية: «إن آخر اتصال بين قائد الطائرة وبرج المراقبة وقبل سقوطه بخمس دقائق لم يتحدث عن أي شيء غير عادى، كما لم يبلغ عن حدوث حريق». وجاء حديث المسؤول بلجنة التحقيق المصرية، بعد ساعات مما ذكرته متحدثة باسم الهيئة الفرنسية لسلامة النقل الجوي المدني امس السبت بأنه تم تسجيل وجود دخان على متن طائرة شركة مصر للطيران قبل سقوطها في البحر المتوسط الخميس الماضي . وأشارت المتحدثة إلى الإبلاغ عن خروج دخان من منطقة المرحاض في الجزء الأمامي من الطائرة من طراز ايرباص ايه.320، وذكرت المتحدثة أنه تم إرسال إشارات بهذا الشأن من الطائرة عبر نظام اتصالات المعالجة والتقارير بالطائرة والمعروف باسم (أكارز) وتابعت: «إنه من غير الممكن استنتاج أن ذلك هو سبب وقوع الحادث، وأبانت أنه يجب في البداية العثور على الصندوقين الأسودين وتحليل بياناتهما. ونظام (أكارز) يقوم بنقل البيانات على متن الطائرة تلقائيا إلى محطات المراقبة الأرضية». فرنسا: كل الاحتمالات واردة وأكدت فرنسا مجددا أن كل الاحتمالات لا تزال قيد الدراسة حول ملابسات تحطم الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران في البحر المتوسط بعد التأكيد أمس السبت على وجود دخان في مقدم الطائرة قبل سقوطها. وصرح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إثر لقاء في باريس مع أسر الضحايا بأنه «في الوقت الحالي تتم دراسة كل الاحتمالات ولا نرجح أيا منها». وحتى الآن رجحت الحكومة المصرية وخبراء الطيران فرضية العمل الإرهابي لتفسير سقوط الطائرة فجر الخميس الماضي أثناء قيامها برحلة بين باريسوالقاهرة وعلى متنها 66 شخصا من بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا بالقرب من احدى الجزر اليونانية على بعد قرابة 290 كيلومترا من السواحل الشمالية المصرية. وقالت وسائل إعلام أمريكية مساء أول أمس الجمعة: إن نظام الاتصالات الآلي في طائرة مصر للطيران أصدر قبيل سقوطها إنذارات بوجود دخان مجهول المصدر في مقدم الطائرة قرب قمرة القيادة، ثم خلل في الكمبيوتر الذي يتحكم بالتحليق. وقال مسؤول في وزارة الطيران المدني المصرية لوكالة فرانس برس: «نحن على علم بهذه المعلومات الصحفية. ولا يمكننا حاليا نفيها أو تأكيدها». وول ستريت: دخان كثيف بالقسم الأمامي للطائرة وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر قريبة من التحقيق لم تحددها، أن إحدى الرسائل أشارت إلى أن دخانا كثيفا أدى إلى انطلاق أجهزة الإنذار في القسم الأمامي من الطائرة حيث توجد الأجزاء الحيوية للوحتها الالكترونية. وأضافت الصحيفة: «إن هذا القسم يحتوي على جزء مهم من كمبيوتر التحكم في تحليق الطائرة الذي طرأ خلل عليه بحسب هذه الرسائل. غير أنها أشارت إلى أن هذه المعطيات ليست كافية لتحديد إذا كانت الطائرة تعرضت لقنبلة أو هناك أسباب أخرى غير واضحة». وقال مسؤول في شركة مصر للطيران أمس السبت: إن عمليات البحث تركز على العثور على جثث الضحايا والصندوقين الأسودين للطائرة. وردا على سؤال حول الإنذار الآلي، قال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران صفوت مسلم لفرانس برس: ان الأسر تريد جثامين ابنائها والجيش يركز على ذلك في الوقت الراهن وهو ما يشغلنا بالدرجة الأولى الآن. ورفض تأكيد او نفي المعلومات حول صدور انذار آلي. ونشر الجيش المصري أمس السبت على «فيسبوك» الصور الأولى لما تم العثور عليه وتظهر فيها حقيبة أطفال وردية مزينة بفراشات وجزء من هيكل الطائرة ممزقا وسترة نجاة مفتوحة. سباق للعثور على الصندوقين الأسودين وفي غياب أي تبن لاعتداء محتمل استهدف الطائرة بعد أكثر من 48 ساعة على سقوطها، فإن تحليل الصندوقين الأسودين وحطام الطائرة والجثث هو السبيل لكشف ملابسات تحطمها. وكان الفرع المصري لتنظيم داعش «ولاية سيناء»، سارع إلى تبني انفجار عبوة في طائرة السياح الروس التي تحطمت في 31 اكتوبر بعد إقلاعها من شرم الشيخ بجنوب شرق مصر متوجهة إلى موسكو، ما أسفر عن مقتل كل ركابها ال224. وتجري عمليات البحث المتواصلة في سباق مع الزمن لأن الصندوقين الأسودين للطائرة قادران على إصدار اشارات لمدة لا تتجاوز أربعة أو خمسة أسابيع، بحسب السفارة الفرنسية في مصر. وأعلن متحدث باسم البحرية الفرنسية إرسال زورق دوريات في أعالي البحار مزود بتجهيزات يمكن استخدامها للبحث عن الصندوقين الأسودين وينتظر أن يصل الى موقع تحطم الطائرة اليوم الأحد أو غدا الاثنين. وكان الجيش المصري أكد الجمعة الماضية عثور طائراته وزوارقه على اولى قطع حطام طائرة ايرباص ايه 320 على مسافة 290 كلم شمال الاسكندرية مؤكدا استكمال أعمال البحث والتمشيط وانتشال ما يتم العثور عليه. العمل الإرهابي..احتمال وارد ونقلت «بي بي سي»عن فيليب بوم، الخبير في شؤون الطيران، أن «أجهزة الطائرة انطفأت وهو ما يشير إلى أن الأمر لم يكن متعلقا على الأرجح بعملية خطف أو بمشاجرة داخل قمرة قيادة الطائرة، بل بحريق داخل الطائرة». وأضاف «لكننا لا نعرف ان كان سبب هذا الحريق ماسا كهربائيا او قنبلة انفجرت او ان كان حريقا بسبب مشكلة تقنية». وكانت القنبلة الصغيرة التي انفجرت على متن طائرة تشارتر الروسية بعد إقلاعها من شرم الشيخ أدت الى تفككها على الفور إذ تسببت، بحسب الخبراء، في انخفاض في الضغط يؤدي الى انفجارنتيجة الارتفاع الكبير للطائرة في ذلك الوقت اذ كانت على ارتفاع 11 كيلومترا عن الأرض، وهذا ما لم يترك أي فرصة للطيار لإرسال اشارة استغاثة. وكانت طائرة مصر للطيران على نفس الارتفاع عندما انقطع أي اتصال بها فجر الخميس الماضي اثناء قيامها برحلة بين باريسوالقاهرة. وقالت وزارة الدفاع اليونانية: ان طائرة مصر للطيران كانت على ارتفاع 37 ألف قدم اي 11200 متر عندما قامت فجأة بانحراف 90 درجة يسارا ثم 360 درجة يمينا لتهبط من 37 الف قدم الى 15 الف قدم قبل اختفائها من على شاشات الرادار.