معلوم أن رؤية 2030 ما زالت تتكشف معالمها، وحولها عموميات، وأرقام، وقرارات لم تكتمل بعد وينتظر المجتمع بكامله جودة القرارات، ودقة التنفيذ ليعرف ما حقيقة وما نتيجة تلك الرؤية.. ولن أخوض في غمار الرؤية قبل أن تظهر لنا بشكلها المفهوم للجميع.. وما لفت انتباهي وانتباه الكثير.. وصار منهم رؤى وطرح متنوع هو موضوع الترفيه وهيئته حيث ما زلنا لا نعلم ما المهام التي ستوكل لهيئة الترفيه حيث إن هذا المجال هو توجه جديد في الشكل والاسم والمضمون.. ومع أن المهام وماهيتها، وصلاحية تلك الهيئة، وتفاصيل أخرى عنها لم يصدر فيها توصيف ولا تنظيم إلا أن ذلك لم يمنع كثيرا من أفراد مجتمعنا في الخوض بالتخمين، والتأويل، والتهويل، والتهوين، والتضمين في فضاء ماهية الترفيه المقصود وأبعاده.. كما أن الكثير اتجه بتفكيره إلى ما يوازي متعته، ويوائم رغبته، ويشبع أمنياته.. بل وتعدى الكثير حدود ذلك فكان بوده أن يملي على هذا الهيئة ما يجب أن تقوم به، وتختص به، وما ينبغي أن تفعله.. فتاهت الرغبات بين هوائيات حاضرة، وواقع غائب.. وحارت النفوس بين التفاؤل والتشاؤم والكل يزعم أن الترفيه هو ما يقصده في «الأنا» داخله بل ويتمناه.. لقد اجتهد الكثير في التفكير فوضع تعريفات لتلك الهيئة بعيدا عن ظروف انشاء تلك الهيئة.. وأخطأ الكثير في فهم مغزى هذا التطوير والتجديد في جهات حكومية مختلفة أخطأوا لأنهم ابتعدوا عن فهم ذلك، واستيعابه في إطار هذه الرؤية وليس في إطار شيء آخر.. عبّر الكثير عن مكنونات نفسه ومطالبه من تلك الهيئة من خلال تكهنات سريعة تدور في المجالس فالكل يتساءل ويصف ويسمي ويقول مع أن الأمور لم تتضح.. ولعل الصورة النمطية عن الترفيه هي اقترانها بالاستمتاع بالأوقات واللهو واللعب والسفر والتنزه وغيرها وضعت خطا للكثير لكي يعرّف مهام هيئة الترفيه ويقدمها من خلال ذلك الفهم الذي اعتاد عليه.. وكان حراك التفكير الفردي أكبر بكثير من حراك التفكير الجمعي، وتفهم الواقع القادم مع الترفيه، فبدأت قوائم الاقتراحات تصب من هنا وهناك بدون وعي، وإدراك لهوية وماهية الترفيه نفسه.. ودون فهم يقيني لحقيقة الترفيه في المجتمعات الأخرى مقارنة بما سيكون عليه الترفيه لدينا حيث تخيل البعض أن نماذج الترفيه بكل أنواعها دون تحفظ ستكون واقعا ملموسا.. ولا اعرف كيف يفكر هؤلاء بهكذا أسلوب وطريقة، ويتناسون خصائص وسمات مجتمعنا المحافظ والمرتبط بأصل أصيل يقوم على مبادئ الدين القويم والحنيف.. ولم يفرّق الكثير بين كنه الترفيه في مجتمع محافظ وفي مجتمع غير محافظ.. حيث قد يكون ما هو ترفيه ومسموح في دول كثيرة، لدينا سيكون محظورا وممنوعا دينياً، أو قيمياً، أو اجتماعيا، أو مرتبطا بخصوصية المجتمع المحلي في وقته، واتجاهاته، ورفضه، أو قبوله لكثير من الأمور. ولاشك أن الترفيه صناعة مدرة للمال الوفير خصوصا ان أردناها في مجتمعنا وجعلنا منها حلا استثماريا.. سيتوجب حينها وضع أفكار مبتكرة، وأساليب مناسبة، وطرق جاذبة لصناعة ترفيه يخصنا ومغلف بما يناسب واقعنا المحافظ، وسمات مجتمعنا المتنوع.. ويمكن للترفيه أن يمتزج بمجالات عدة ليكون نافعا كالتعليم بالترفيه والتدريب بالترفيه، والتفكير بالترفيه، والانجاز بالترفيه، ومناشط ثقافية، ومهرجانات للتسلية المعتدلة، وفعاليات موسمية، والتسوق الترفيهي.. وأجد أن يتوجب على القطاع الخاص أن يشارك بكرم وسخاء في دعم وصناعة هذه المجالات من خلال دوره ومسؤولياته تجاه المجتمع. ويبقى القول: الكل متأكد أن منطلقات خطط الترفيه سوف تكون مرتكزة على مبادئ الدين، والخير، والعصرية، والاعتدال، والمنفعة فلا ضرر ولا ضرار، ولا إفراط ولا تفريط.. والكل متيقن أن بناء ونماء وتطور اقتصادنا سيكون بملاءمة ما يرضي مجتمعنا، ويتناغم مع سلوك الفرد المحافظ، ويسهم في تحقيق ما طرحته الرؤية في هذا الاتجاه الجميل..