تُوِّجَ الأهلي الملكي رسمياً بطلاً لكأس دوري جميل لكرة القدم.. بعد غياب طويل.. وسنوات عجاف دامت (32) سنة وبعد فوزه على ضيفه الفتح بصعوبة (2/3) في الجولة (26) الأخيرة ورفع رصيده إلى (63) نقطة.. وطوى كل دفاتر الحسابات والتحديات والاحتمالات.. وحمل اللقب بجدارة قبل النهاية بجولتين. ? نعم وودعنا أقوى وأشهر دوري عربي في كرنفال رائع احتضنها استاد الجوهرة المشعة بجدة.. واحتفلت عروس البحر الأحمر حتى صباح اليوم الثاني وهي تزف بالقبلات والزغاريد والرقصات الشعبية بطلها الراقي الأهلي الذي أطلّ من أعماق تاريخ مجيدٍ مُكللاً بالغار وشاحاً يرسم ابتسامة عز على الشفاه ويطمس إخفاقات وقسوة السنين الغابرة ويكتب مجداً جديداً زاهراً. ? وحُسِمت الجولة الأخيرة بعد أن (ذاب الثلج.. وبان المرج) في القمة والقاع.. وبقيت فرق الصدارة الأربعة (الأهلي والهلال والاتحاد والتعاون) متمسكة في مراكزها وانجلى الحصاد المرّ.. واتضحت هوية الفريقين الهابطين.. فريق نجران سيرافق فريق هجر.. أما فريق الرائد (صاحب المركز 12) فسيلاقي فريق حفر الباطن (ثالث دوري الأولى) في الملحق وهذه أبرز عناوين مباريات الجولة (26). ? أنقذ جفين البيشي فريقه الرائد من الهبوط بهدف التعادل القاتل في الدقيقة (93) من الوقت بدل الضائع.. وأهّل رائد التحدي إلى الملحق لملاقاة الباطن.. بعد مباراة مصيرية وعاصفة أمام فريق نجران خلّفت اندفاعات وحمماً بركانية.. تقدم نجران مرتين وبينما كان يستعد للاحتفال بالنجاة بعد تقدمه (2/3) قلب بيشي الرائد المباراة رأساً على عقب بإحرازه هدف التعادل القاتل.. وسقوط نجران جاء بسبب فوات الاوان فلم يكن مفاجأة.. ولم ينزل بالبرشوت.. وإنما اخفاقاته كانت متراكمة إلى أن دفع ضريبة الهبوط. ? وفرض فريق القادسية على فريق هجر التقهقر والانكماش نتيجة الضغوط الهجومية..وقدرته التنظيمية التي تكللت بهدفين نظيفين كانا كافيين لنجاته من الحسابات المعقدة.. ونجح فارس الخبر في نسف وإجهاض كل محاولات الاختراقات الهجراوية في الشوط الثاني.. واستسلم شيخ أندية الأحساء واقتنع بالمقعد الأخير. ? ولأن فريق الخليج لا زال يرزح تحت أزمة نفسية انعكست على ماكينة الدانة.. التي توقفت عن الفاعلية والإنتاج.. وعليه أن يحمد الله أن هذه النكسة جاءت في وقت متأخر من الموسم.. بالمقابل لم يتوقف طموح فريق الوحدة بمناطق الأمان والنجاة بل ارتفع إلى المركز التاسع وألحق بالخليج هزيمة ثقيلة (1/4) ولابد من الإشادة بأداء الوحدة ومدربه الجزائري مضوي الذي طور فرسان مكة. ? وتلقى الاتحاد ضربة موجعة.. وضيّع تقدمه بهدف يتيم إلى ما قبل نهاية المباراة بثلاثة دقائق.. وتفوق التعاون بفضل المخزون اللياقي العالي والإرادة والروح فأحرز هدفين متتاليين وقاتلين أثارا الدهشة والعجب وألحق بالعميد هزيمة نكراء لن ينساها وقبض على المركز الرابع.. ويبدو أن لاعبي الاتحاد لم ولن يعترفوا بعجزهم وتقاعسهم وتراخيهم في المراحل الاخيرة فطار الفوز منهم. ? وكاد الفتح أن يحول عرس تتويج الأهلي إلى غم وغصة بعد أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل (2/2) لكن المدفعجي والمنقذ عمر السومة حل العقدة في الدقيقة (92) بقذيفة مفاجئة وفاز الملكي (2/3) لأن من غير المقبول أن يخسر أو يتعادل البطل ليلة تنصيبه.. الأهلي تقدم بهدفين مبكرين.. وانتفض الفتح في المراحل الأخيرة وهز البطل ونشف ريقه وأجاد التعامل مع ظروف ومتغيرات اللعب عبر المرتدات. ? وأطبق التعادل السلبي العادل على لقاء الهلال والفيصلي.. دخل الزعيم المباراة بفريق الرديف والمُطعم ببعض لاعبي الصف الأول ولمسنا اداءً حذراً وتوتراً وعجزاً من الطرفين.. وهجمات مخنوقة.. وتمريرات مقطوعة.. وتسديدات ذهبت هباءً منثورة.. وندرت الهجمات المنظمة.. وساد الاخفاق والملل بهدوئه وعمقه وألمه منذ البداية إلى النهاية. ? لم أُفاجأ بفوز فريق الشباب على فريق النصر أو العكس بسبب تقلب مستوى ونتائج الفريقين هذا الموسم وعدم استقرارهما الذي بات يعرفه الجميع.. الليث تقدم في الشوط الاول بهدفين وتشبث بخيوطهما.. وحاول العالمي استعادة رباطة جأشه بعد أن احرز ادريان هدفاً بمجهود فردي إلا أن ضيق الوقت حال دون تعديل الكفة.. وسيخضع النصر لمُعسكر مُصغر استعداداً للأهلي في نهائي كأس الملك.. وإلى اللقاء.