وجهان من الوجوه الايرانية التي تدل دلالة واضحة على رغبة حكام طهران في تصعيد الإرهاب والمضي في ممارسته جهارًا في تحد واضح لأنظمة الحج من جانب وتحد واضح للمواثيق والتعهدات الدولية التي لا تجيز تدخل الدول في شؤون غيرها، أما الوجه الأول فيظهر بارزًا من خلال امتناع ايران عن التوقيع على اتفاقيات ترتيبات الحج لهذا العام إلا إذا سمح للايرانيين برفع الشعارات وإقامة مراسم البراءة وتوزيع النشرات والسماح بالتجمعات. وايران تعلم يقينا أن إقامة مثل تلك المراسم والشعارات والتجمعات تعيق حركة الحج ولا تدخل شرعا في صلب تأدية المشاعر الايمانية في هذا الموسم، ومغادرة الوفد الايراني المملكة دون التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات الحج يدل بوضوح على رغبة ايران في ممارسة تلك المسيرات التي لا يجوز ممارستها في هذا الموسم الايماني، ويدل على أنها تريد ممارسة لون من ألوان الإرهاب داخل الأماكن المقدسة. وقد مارس الايرانيون في موسم سابق من مواسم الحج رفع الشعارات وتنظيم المسيرات وتنظيم ما يسمى مراسم البراءة وقد رفضت المملكة اقامة تلك التظاهرات التي تخرج بكل تفاصيلها وجزئياتها عن التوجه الاسلامي باقامة شعائر الحج بعيدا عن تلك الممارسات التي لا تليق ممارستها في هذا الموسم، وتصدت المملكة في حينه لتلك الممارسات وفرقت تلك المسيرات التي من شأنها تعطيل حركة الحجيج وهم يؤدون فريضتهم. أما الوجه الآخرالذي يدل بوضوح أيضا على النهج الايراني المرفوض بالتدخل في شؤون الغير ودعم صورة من صور الارهاب فيتجلى في دعم النظام الايراني المكشوف لنظام الأسد في ممارسته الجائرة بتقتيل أبناء الشعب السوري ومحاصرة مدنهم وارتكاب جريمة التجويع ضد بعض المدن، وبهذا الدعم فإن حكام طهران يصرون على نشر التطرف وإشعال النزاعات الطائفية لإطالة أمد الحرب في سوريا. التدخل الايراني في سوريا بدعم مطلق بالمال والسلاح والرجال للنظام الأسدي يعني فيما يعنيه أن حكام طهران ماضون في دعم الارهاب بكل صوره الظاهرة على أرض الواقع في سوريا، فهم يدعمون الجماعات المتطرفة ويرفعون شعاراتها فوق الأراضي السورية ويراهنون على بقاء سلطة الأسد ويرفضون انتقال السلطة، وفي تلك التصرفات الهوجاء دليل لا يقبل الشك على دعم الارهاب. وعندما يصر حكام طهران على دعم النظام الأسدي ودعم الحركات المتطرفة في العراق ومواصلة دعم الميليشيات الحوثية في اليمن فإن ذلك يدل على أن ايران والارهاب يمثلان وجهين لعملة واحدة، وممارسات ايران الارهابية غير محصورة في الوجهين المطروحين فقط وانما تتعدى ذلك الى سلسلة من الجرائم العديدة التي تحاول ايران من خلالها تصدير الارهاب الى كثير من أمصار وأقطار العالم. مازالت دول المنطقة ودول العالم بأسره ترفض رفضا قاطعا ممارسات ايران الارهابية بتدخلها السافر في شؤون الغير واصرارها على مد الارهابيين بالمساعدات، ومازالت المملكة في الوقت نفسه ترفض رفضا قاطعا النوايا الايرانية بتخريب مواسم الحج من خلال ما قد يمارسه الايرانيون من رفع الشعارات ورفع مراسم البراءة وتوزيع النشرات وغيرها من التصرفات الخارجة عن الالتزام بأنظمة الحج وسلامة ضيوف الرحمن.