أكد مدير عام إدارة المسؤولية المجتمعية الدولية بشركة «سابك»، يعرب الثنيان، على وجود علاقة طردية بين أداء الشركات في المسؤولية المجتمعية ومؤشر صعودها في سوق الأسهم، ناصحا راغبي الاستثمار في سوق الأسهم بالتركيز على الشركات ذات الأداء العالي في المسؤولية المجتمعية، مشيرا إلى أن أداء الشركات في المسؤولية المجتمعية أصبح من المعايير الدولية الدالة على استدامة أعمال الشركات. وقال الثنيان، إن المسؤولية المجتمعية بجانب أنها تُعزز من استدامة أعمال الشركات، فإنها كذلك تعد نقطة فاصلة في استدامة المورد البشري، بارتفاع معدلات الولاء والانتماء لدى الموظفين، مشيرا إلى أن أكثر من 60% من الأفراد يفضلون العمل لدى الشركات التي تُعلي من قيمة المسؤولية المجتمعية، لافتا إلى أهمية التلاقي بين استراتيجية الشركة الهادفة إلى تنمية الأعمال واستراتيجيتها نحو المسؤولية المجتمعية. جاء ذلك، خلال الأمسية، التي عقدتها غرفة الشرقية ممثلة في مركز المسئولية المجتمعية مساء امس الاول الأربعاء، ضمن سلسلة تجارب ناجحة في المسؤولية المجتمعية، بهدف استعراض تجارب المؤسسات الناجحة في مجال المسؤولية المجتمعية ونقلها للآخرين، وذلك وسط حضور الامين العام لغرفة الشرقية عبدالرحمن بن عبدالله الوابل وعدد من المهتمين والمتخصصين في الشأن المجتمعي والأعمال الخيرية ورواد العمل التطوعي ومسؤولي أقسام وإدارات المسؤولية الاجتماعية في شركات القطاع الخاص.وتحدث الثنيان، عن تجربة سابك في المسؤولية المجتمعية، قائلا: إن تجربة سابك تكمن في العمل وفقا لاستراتيجية محددة تتخذ من التطور والجودة هدفا للارتقاء، لافتا إلى أن المسؤولية المجتمعية في سابك ليست مجرد إدارة توجه خدماتها نحو المجتمع وإنما ثقافة تنتشر بين جميع العاملين في الشركة، وذلك بإشراكهم للإسهام في هذا الجانب بمهاراتهم، مشيرا إلى استراتيجية سابك الجديدة للمسؤولية المجتمعية، التي تنطلق تحت مسمى (RAISE) وتتضمن أربع أولويات أساسية هي: التعليم والعلوم والتقنية، حماية البيئة، الصحة، المياه والزراعة المستدامة.وتابع قائلا: إن (RAISE) تستهدف إشراك الموظفين في الجهود المبذولة بهذا المجال، حيث تقوم مجالس موظفي الشركة في مختلف المناطق حول العالم باقتراح مشاريع الاستثمارات المجتمعية وتقويمها وفقا لاستراتيجية الشركة لعام 2025م، فضلا عن مجالات تركيز المسؤولية المجتمعية ذات الأولوية واحتياجات المجتمعات المحلية، موضحا أن دعم هذه البرامج يكون من خلال مبادرات الشركة والتبرعات الخيرية وبرامج الرعاية والجهود التطوعية للموظفين والشركاء. وعدد الثنيان، البرامج التي تقدمها سابك لخدمة المجتمع، كبرنامج العودة إلى المدارس، الذي يجسد حرص سابك على دعم التعليم، مستهدفا العام الماضي دعم أكثر من 80 ألف طالب وطالبة بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة في المملكة و16 دولة حول العالم.واستطرد الثنيان، قائلا: هناك برامج أخرى تم إنجازها بالشراكة كبرنامج قافلة سابك للعلوم، التي استهدفت بث الحماسة لتعلم العلوم والتقنية في نفوس أكثر من 25 ألف طالب وطالبة من صغار السن في سبع مدن سعودية رئيسة، حيث تفاعلت القوافل مع الطلاب عبر سلسلة من البرامج وورش العمل والتجارب العملية في مجالات الكيمياء والرياضيات والفلك والابتكار وتقنية المعلومات. هذا بخلاف المبادرات المجتمعية التي شاركت سابك فيها كمبادرة بيئة بلا نفايات التي أطلقها الاتحاد الخليجي لمنتجي البتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، بهدف تشجيع قيم الحد من النفايات وإعادة استخدام المخلفات وتدوير المواد. وتطرق الثنيان، إلى برامج الشركة في الصحة النفسية، مشيرا إلى التعاون الذي دشنته الشركة مع وزارة الصحة السعودية لأجل تصميم وتمويل مستشفى تخصصي للصحة النفسية وعلاج الإدمان بمدينة الرياض، بهدف تقديم الخدمات الصحية المتخصصة للمصابين بالأمراض النفسية ومدمني المخدرات، ويشمل المستشفى خدمات الوقاية والتشخيص والعلاج والتأهيل.وفيما يتعلق ببرامج المياه والزراعة المستدامة، بين الثنيان، أن سابك وقعت عام 2015م اتفاقية مع وزارة الزراعة السعودية، تهدف إلى تعزيز الوعي والكفاية والخبرة لدى المزارعين والفنيين العاملين في القطاع الزراعي، كما واصلت الشركة العمل بالمرحلة الأولى من مركز استدامة للبحوث الزراعية، الذي يرمي إلى تطوير وسائل مبتكرة لضمان كفاية استخدام المياه، وزيادة انتاج الغذاء ونقل التقنيات الزراعية الحديثة وتطويرها. واختتم الثنيان، بقوله (إن الاستعجال في عمل البرامج المجتمعية ربما لا يؤدي إلى نتائج جيدة)، ناصحا الشركات الراغبة في عمل برامج للمسئولية المجتمعية بالتمهل والدراسة المستفيضة لكافة الجوانب مع التركيز على عوامل الاستدامة.