مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتعددها، أصبح انتشار وسرعة الأحداث يفوق الخيال، ولكن بكل مرارة، ما نلحظ هو انتشار للأخبار المكذوبة والسلبية التي فيها من الضرب والشتم و(الاستهبال!) الشيء الكثير، بينما المواقع المفيدة والرسائل الإيجابية التي تحمل في طياتها قيما وتحتوي على مواد علمية وتثقيفية يقل انتشارها، قبل فترة تم تتويج أرامكو السعودية بالمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط بأفضل استخدام للتكنولوجيا للارتقاء بالسلامة المرورية وذلك لتطويرها برنامج تطوير السائقين (قيادتي) www.qyadati.com من قبل المركز الدولي للجودة والإنتاج International Quality and Productivity Center (IQPC) ITS & Road Safety والمنعقد في مدينة أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة في تاريخ 21 إلى 22 مارس 2016. هل سمعتم بهذا البرنامج؟ الجواب معروف سلفا، ربما هناك من تابع ومن سمع عن هذا الإنجاز لكن يبقى قليل جدا مقارنة بما يتم تداوله من مقاطع لا تحمل رؤية ولا تحوي أي فائدة، ومن هذا المنطلق لو كنت مكان الاخوان في برنامج قيادتي لاقترحت أن نطلق على الموقع (قيادة العم معيض) لعل فضول الشباب يقودهم للدخول إلى هذا الموقع الرائع وما احوج شبابنا والسائقين الذين اتوا إلى بلدنا وتعلموا فيه القيادة مثلهم مثل بقية اسلافهم في الحرف الأخرى، وهذه طامة قد نتحمل غلطة سباك أو مساح أو سمكري ولكن غلطة سائق قد تودي بحياته وحياة من معه لا تحتمل!. برنامج قيادتي هو أحد برامج لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية لتدريب قائدي المركبات على تطوير أساليب القيادة وتقليل الأخطار والخسائر والإصابات الشخصية، وقد ذكر الأستاذ زياد بن صالح القاضي، المستشار التعليمي و المشرف على البرنامج في لجنة السلامة المرورية، ان فريق العمل في محور التعليم عمل خلال السنتين الماضيتين على تطوير هذا البرنامج الفريد من نوعه على مستوى العالم و الذي يعتبر امتدادا لبرنامج تثقيف السائقين الذي تقدمه شركة أرامكو السعودية بعد إعادة صياغته لكي يكون ملائما لعموم السائقين بالمملكة وليس لموظفي الشركة فقط. من مميزات هذا البرنامج التثقيفي أيضا أنه متاح للاستخدام للجميع و بخمس لغات وهي اللغة العربية و الإنجليزية و الأردو و اللغة الفلبينية (التجالو)، و كذلك اللغة الأندونيسية (باهاسا) وذلك لتمكين أكبر شريحة من مستخدمي الطرق بالمملكة من الاستفادة من هذا البرنامج المجاني. لم تنته روعة هذا البرنامج بعد، فالموقع يحتوي على عشرة دروس أو وحدات تثقيفية بالفيديو تساعد على تطوير ثقافة السائق بالقيادة الوقائية و تنتهي كل وحدة باختبار لتقييم مدى وعي السائق واستيعابه وحصوله على شهادة، وهذه الدروس تحوي مدى استعداد السائق وجاهزية المركبة، كذلك تعلم الإشارات المرورية و فنون القيادة داخل المدينة و على الطرق السريعة وفي الصحراء، وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة وغير المتوقعة مع التركيز على عادات القيادة المتهورة والتي تقود للهلاك كالتجاوزات الخاطئة وغيرها، كل هذه الدروس للوصول للقيادة الوقائية الامنة وهذا ما نطمح إليه جميعا. اخي المواطن اخي المقيم، هذا البرنامج كلف الكثير من الجهد والوقت ولكن كلها تهون أمام الهدف الأسمى من وجوده، الذي هو حماية الأرواح من هلاك الحوادث من خلال الارتقاء بمستوى الثقافة المرورية وهذا الموقع لكم جميعا، سجلوا أنفسكم، ابناءكم، السائقين الذين يعملون لديكم، وستجدون الفائدة والمتعة مع برنامج (قيادتي) يا سيداتي و سادتي!