كنت على يقين بأن بلوغ رؤية 2030 يتطلب الكثير من العمل الإصلاحي الهيكلي ابتداء من إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتحسين الإجراءات لبلوغ مستوى متقدم من الإنتاجية وتحسين الأداء العام. ما حدث يوم السبت الماضي من إعادة هيكلة لبعض مؤسسات الدولة أعتقد هي البداية ولا يجب أن تكون النهاية لأن إعادة الهيكلة تعطي مرونة وحيوية وفعالية للدولة وبالتالي فإن الناتج المتوقع من إعادة الهيكلة سيكون ملموساً على الاقتصاد الوطني وعلى رفاهية وسعادة الناس. في كتابي «كيف الحال» تناولت الإصلاح الهيكلي وكنت وما زلت على يقين بأن التحول والإصلاح مرتبط أيضاً بإعادة الهيكلة ومع أن هناك أمورا لم تتم بعد مثل وزارة أو هيئة للشباب لأن المملكة دولة شابة والشباب يمثلون الغالبية من السكان وأيضاً دمج وزارة الخدمة المدنية مع وزارة العمل ليكون لدينا واحدة للقوى العاملة والتطوير ونظام واحد للعمل وصندوق واحد للتقاعد والتأمينات وأيضاً وزارة أو هيئة للأمومة والطفولة والأسرة للعناية بنصف المجتمع وأيضاً كيان المجتمع وهو الأسرة وإعداد برامج موجهة ومقننة تغطي تلك الأمور... الخ من الإجراءات الهادفة إلى إعادة الهيكلة وتحسين أداء وفعالية مؤسسات الدولة، وليس بالضرورة أن نتجه لإنشاء المزيد من الوزارات ولكن يمكن أن نؤسس لهيئات شبه حكومية لإعطاء المرونة والحيوية في الأداء بغض النظر عن التمثيل في مجلس الوزراء لأخذ سلطة المجلس فالصلاحيات تؤخذ ولا تعطى، وإذا كان هناك رؤية ورسالة وأهداف واضحة واختصاصات ووسائل لقياس الأداء والإنتاجية فهذه بحد ذاتها كفاية إلى جانب اختيار الأشخاص القياديين الذين يؤمنون بالعمل الجماعي والعدالة والإنسانية والذكاء العاطفي وأصحاب الرؤية وعدم الخوف، وأيضاً يجب أن نخرج من معتقدات المسئول الأوحد القادر على كل شيء ففي الدول المنتجة وصاحبة المؤسسات الوزير لا يتدخل في عمق الوزارة ويحل ويربط كل شيء، فهناك مديرون عامون هم الأشخاص التنفيذيون فيذهب الوزير أو يأتي والأمور تمشي زي الساعة، والوزير في تلك الدول يقوم بالدرجة الأولى بالجانب السياسي مع بقية الوزراء الآخرين، ورئيس الوزراء هو من يقدم مشروع إدارة الدولة أو الحكومة... المهم يجب أن يترافق مع كافة الإصلاحات وإعادة الهيكلة تحسين الإجراءات وزيادة كفاءة وأداء تلك الأجهزة، والمملكة أهم ما تحتاجه هو تعزيز النزاهة وزيادة كفاءة وطاقة أداء مؤسساتها وتحسين إجراءات ومناخ العمل والاستثمار بشتى أنواعه وأخص المشروعات الصغيرة والمتوسطة وأيضاً استغلال مواطن القوة لديها والمتمثلة في الشباب والموارد والعقول.