■ من الأمور الجميلة والمناظر التي لم نألفها كثيرا عند سفر فرقنا المحلية الى الخارج الاستقبال المميز من قبل جماهير البلد المستضيف لأي مباراة لفرقنا ضد فرق أخرى، وهذا الأمر الذي شاهدناه مؤخرا في سلطنة عمان وبالتحديد لفريق الهلال ممثل المملكة في دوري أبطال آسيا، حيث واجه الهلال فريق تركتور الايراني في مواجهة كانت أشبه بإقامتها في أرض المملكة بسبب الحشد الجماهيري العماني الكبير الذي وقف وآزر الهلال رغم أنه يلعب في السلطنة. ■ الحضور الجماهيري ومؤازرة فريق خليجي من قبل جماهير خليجية أمر طبيعي، لكن الالتفاف الكبير الذي تواجد في الملعب وخارجه مع لاعبي الهلال رفع الروح المعنوية للاعبين فتحقق الانتصار المطلوب، وكان لنا ما أردنا رغم أن المباراة وحسب ما هو مخطط أنها تقام في أرض محايدة، لكن هذه الأرض لم تكن محايدة أصلا بل كانت أرضنا والجمهور جمهورنا والهتافات كانت سعودية هلالية بحنجرة عمانية تغنت وصاحت وهتفت باسم الهلال والسعودية فلله دركم ايها العمانيون. ■ نعم يحق لنا أن نفتخر بأهلنا في السلطنة، يحق لنا أن نطمئن لحال أي فريق سعودي يتواجد هناك من أجل اللعب ضد فريق غير خليجي، فمن هنا أثبت العمانيون أن خليجنا واحد وأرضنا واحدة ومصيرنا واحد، هذه العبارات التي نسمعها ونرددها دائما في جميع مناسباتنا الخليجية ولكن العمانيين طبقوها عندما حضر الهلال الى عمان لمواجهة قوية في دوري أبطال آسيا، ليعطي العمانيون درسا في الوفاء والاخلاص الخليجي. ■ علينا أن نحفظ في ذاكرتنا هذه الوقفة الجميلة والمعبرة والمؤثرة لهذا الشعب الراقي الذي يأسرنا يوما بعد يوم بجميل أخلاقه ووقفاته، ورد الدين واجب علينا في أي لحظة، فمن وقف الى جانب الهلال شباب تركوا أعمالهم واهاليهم لخاطر وعيون فريق سعودي حضر الى أرضهم وملعبهم فقالوا العين والقلب تتسع لكل هلالي وغير هلالي، والوقفة واجبة وحاضرة طيلة التسعين دقيقة لتكون مؤثرة بالتأهل الى الدور الثاني من البطولة رغم بعد الهلال عن جمهوره في الرياض. ■ شكرا من القلب لكل عماني، ولن أحدد من حضر الى ملعب المباراة فقط، بل سأعمم على الجميع، هذه الوقفة التاريخية تؤكد أن من اختار السلطنة مكانا لاقامة المباريات الخاصة بفرقنا في البطولة الآسيوية ضد الفرق الايرانية أصاب واجاد وأبدع، في انتظار وقفات أخرى لفرقنا في أي بطولة أخرى، واليد التي امتدت للهلاليين من أجل المساندة والفزعة القوية سنمد لها يدنا في كل وقت، ونؤكد لها أن المصير واحد مهما كانت الظروف، الهلال سطع في سماء عمان بسواعد عمانية شابة رفعت علم الهلال في المدرجات، لا غابت تلك الحناجر من الهتاف مستقبلا، ولكم منا كل الشكر والثناء والتقدير ايها الشعب الوفي.