كثيرة هي التجارب والدروس، ولذلك يقولون تكبر وتتعلم!! ولكننا نكبر ويزداد الحنين.. حنيني لوجودك كبير.. لكن الحنين لزمانك أكبر. رحلت.. وكان الزمان يشبهك.. مر عقد كامل.. «10 سنوات».. لم يعد هذا زمانك، ويزداد الحنين... أحن لأشباهك.. هدوئك، حكمتك، نصائحك.. لمن كانوا يشبهونك.. (أيها النادر).. أين هم من يشبهونك؟.. لا يشبهونك الآن.. في تجارتهم.. حضرت العقول وغابت الفراسة.. كبرت المكاتب وصغرت المآدب.. تطاولت البنايات وقصرت الهامات امتلأت الجيوب وفرغت القلوب.. في مجالسهم...حضرت المعلومة وغابت النصيحة.. تقدم التنافس وتأخر التلاحم.. حضر الجميع.. وغاب الصدق.. حضر الجميع.. وغابت الحكمة. في حياتهم..بالغوا.. أم أسرفوا أو بخلوا.. على الخير تسابقوا.. ولكن لم يجتمعوا. ابحث عنك.. ولكن لا يشبهونك.. أصحابك.. بين راحل وغائب وبين شيخٍ صائب.. وجمع من الأقارب يذكرونك، يحبونك وبالخير يطرونك.. قصصهم وأفعالهم تشبهك.. ولكن الزمان لا يشبهكم.. في الذاكرة.. كلمة جمعتهم، حكمة قربتهم، رؤية حلت نزاعاتهم.. بقيت الكلمات والذكريات.. ولكن غاب تاجر الحكمة والمشورات في عائلتي. باختصار حضر عقد جديد والطيب غايب أصل الحنين: أحن إلى بيت جدي، إلى بيت الكبير.. وأحن إلى يوم الجمعة وزيارة البيت الكبير.. البيت ما زال موجودا، والباب ما زال مفتوحا، ومجلسك كعادتك مضياف.. ووصية العود لم تنقطع. عادة جميلة حافظ عليها أولادك مؤكدين على كل سمة كانت فيك.. مجلسك يشبهك.. هم يشبهونك... «ولكن تظل أنت الغائب الحاضر»