في إطار رؤية المملكة 2030 التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد -حفظه الله- نجد العديد من التطلعات والطموحات التى باتت أمرا قابلا للتنفيذ بعد تأملات وأحلام استغرقت فترة طويلة تبحث لها عن أرض للواقع لتكون حقيقة واقعية قابلة للتنفيذ، لقد تم إطلاق الرؤية المستقبلية للسعودية 2030 باعتبارها نافذة لمستقبل اكثر اشراقا، حيث إنها تتضمن تغييرات كبيرة وتنوعا في تكوين الاقتصاد السعودي، بحيث نتجاوزالاعتماد على النفط كمصدر أساس للدخل، وهنا نجد أن هذه الرؤية بمثابة تحول تاريخي غير مسبوق نحو أيديولوجية اقتصادية متطورة ومبدعة تستهدف استثمار الموارد الاقتصادية غير النفطية، والسعي من خلال ذلك إلى تشييد العديد من المشروعات الاقتصادية والصناعية التى من شأنها دفع عجلة التنمية نحو مجالات اقتصادية جديدة، ومن خلال استعراض تلك الرؤية نجد انها جاءت متسقة مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتنمية الموارد البشرية، فتلك الرؤية تتضمن السعي نحو استثمار الشباب السعودي باعتبارهم يمثلون طاقة شبابية حقيقية في صلب المواطنين السعوديين. فالشباب السعودى يمثل أكثر من 50 في المائة من الشعب وتتراوح أعمار تلك الفئة الشبابية بين خمسة وعشرين عاما وثلاثين عاما، وبناء على ذلك نجد أن رؤية السعودية 2030 تستهدف استثمار تلك الثروة الشبابية في صنع اقتصاد ذكي قادر على الإبداع والتغيير وتوفير الفرص الاقتصادية والتنموية. إن ملامح الرؤية السعودية الجديدة تثبت أن التحديات هي التي توجد الفرص، وفي اطار ذلك نجد أن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة الأمير محمد بن سلمان قام بوضع الآليات والترتيبات اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية ومتابعة ذلك، وهذا يؤكد على وجود رغبة فعلية بدأت ملامحها تظهر على أرض الواقع سعيا الى تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تتضمنها تلك الرؤية. كما تضمنت الرؤية العديد من القرارات التي وجهت الى كافة الوزارت لتسيير ما تتطلبه تلك الرؤية من اجراءات، اذا نحن الآن في سياقات التحول الوطني الذي يتطلع الى منظومة جديدة تعتمد على الموارد البشرية واستثمارها ولا تخضع للتحكم من قبل الاقتصاد القائم على النفط، بل يتحول مصدر دخل السعودية من الاعتماد على النفط الى الاعتماد على الاستثمار في القطاعات المختلفة. ولقد تأكد ذلك عندما أعلن سمو الأمير محمد بن سلمان عن طرح نسبة من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب كمصدر لانشاء صندوق تمويل اقتصادى يدعم المشروعات الاقتصادية المستهدفة، ليس ذلك فقط بل نجد أن الأمير محمد بن سلمان لم يشغل نفسه بتأمل المشاكل وكيفية حلها، بل بالتطلع إلى الفرص المتاحة أمامه، حيث نجد انه تحدث عن طرح جديد للتنمية السياحية من خلال استثمار ما لدى المملكة من تاريخ حضاري وثقافي عبرآلاف السنين. وتحدث عن انشاء متحف يضم الاثار الإسلامية والوثائق التاريخية لجذب السياح من غير المسلمين ليصبح ذلك بمثابة نهضة جديدة لتنمية السياحة عبر استثمار المخزونين الثقافي والحضاري للمملكة. ونتمنى من الله -عز وجل- النجاح والتوفيق لتلك الرؤية، وأن نمتلك كل القوى والإصرار على الوصول إلى كافة الأهداف الطموحة المنشودة، وأن نتغلب على التحديات التى تواجه التنفيذ من أجل تحقيق الرفاهية والتنمية الاقتصادية المتواصلة.