يتطلع عشاق كرة اليد السعودية للمباراة الجماهيرية النارية المرتقبة في نهائي كأس الامير سلطان بن فهد بين فريق مضر الطموح وفريق النور المرصع بالنجوم، الذي دائماً ما تتميز لقاءاتهما بالاثارة والندية سواء داخل الملعب او على المدرجات بالحضور الجماهيري الكبير، ونحن على موعد ان نشاهد ملحمة كروية تليق بالمنافسات المحلية، حيث يضم الفريقان جلّ لاعبي منتخبنا المتأهل لكأس العالم في فرنسا 2017 وبتحكيم اجنبي بعد ان استعان اتحاد اللعبة مشكوراً بحكام من جمهورية مصرالعربية الشقيقة لإبعاد الشحن ومساعدة اللاعبين على التركيز للعب فقط بعيدا عن الاحتجاجات. تعويض أم تأكيد؟ وكان مضر قد صعد الى المباراة الختامية بعد فوزه على الاهلي في جدة بنتيجة 31/26، في المقابل فاز النور على الصفا بفارق كبير 21/31 ليصعدا معاً للمباراة النهائية. ويسعى ابناء القديح لتعويض خسارتهم الكأس الموسم الماضي امام منافسهم التقليدي النور صاحب الثلاثية التاريخية، كما يسعى ابناء سنابس إلى تكرار سيناريو العام الماضي ليضموا الكأس للدوري بعد تحقيقهم لقب هذا العام قبل نهايته بمباراتين. فريق مضر احد اقوى فرق المملكة بعد ضم المحترف البحريني وأفضل لاعب خليجي لهذا الموسم الصياد وتسجيل المحترف التونسي في الفترة الثانية محمد سلامة، ويعتمد على الدفاع المتقدم 3/3 والهجمة المرتدة، ويملك كاريزما خاصة في هذه الطريقة وتارة اللعب رجل لرجل متى ما اقتضت الحاجة بوجود نخبة من اللاعبين، الذين باستطاعتهم ان يطبقوا هذه الطريقة بسهولة لسرعتهم وثقتهم الكبيرة في انفسهم وتطبيق ما يحتاج إليه الجزيري مدرب الفريق. قوة الخط الأمامي أما في الهجوم فيعتمد على اللعب الجماعي وإيصال الكرة للأجنحة، فهو يعتبر افضل فريق على مستوى المملكة في الخط الامامي لوجود الجناحين العلي وأبو الرحى وفي الدائرة الجنبي، كما يعتمد على اختراقات وتسديدات الصياد المباغتة ومشاغبة العباس واندفاعات الخضراوي. ويعاب على مضر انه لا يملك لاعبا ضاربا من خط التسعة امتار، وعدم استمرار الحراسة على مستوى ثابت الا انه يعوض هذا النقص بروحهم وقتاليتهم. فريق النور يعتبر فريق النور بعد أن ضم ملك الحراسة مناف السعيد بعد تراجعه عن الاعتزال، والذي اعطى لاعبيه ثقة كبيرة ورهبة للخصوم، والمحترف الاسباني كرستيان والبحريني جعفر عبدالقادر وحسان غزوي من نادي الخويلدية، ويلعب النور في الدفاع 6/ صفر متحركة للأمام وقد يراها البعض انها 3/2/1 لكثرة تحركاتهم وتطبيقها بشكل مميز بوجود نجوم منتخبنا الحماد والسالم مهدي وهشام العبيدي في منتصف الدفاع. كما يتميز بقوة الالتحام ومحاولتهم اجبار المهاجم التسديد من خارج التسعة امتار لإعطاء مناف فرصة الصد والخروج للهجمة المرتدة بمساعدة الاجنحة الغزوي والعباس. أما هجوم النور، فيعتبر اقوى خط خلفي ولديه الحلول الكافية للوصول لمرمى الخصم بسهولة لوجود كوكبة من النجوم يتقدمهم مجتبى، الذي يجيد الاخترافات والتسديد من خارج التسعة امتار والمحترف الاسباني كرستيان ومهدي السالم والحماد والمحترف الآخر جعفر عبدالقادر. ويعاب على لاعبي النور افتقادهم للتركيز في بعض فترات المباراة ويتحول لعبهم للفردي والاستعجال في التسديد، والافراط في قوة الالتحام في الدفاع ما يصعب مهمتهم احياناً لكثرة الايقاف لمدة دقيقتين. جاهزية جيدة الفريقان قدما مستوى كبيرا هذا الموسم وتحديداً في البطولات الخارجية بعد ان لعب فريق مضر البطولة الخليجية، وحقق المركز الثاني وكان قاب قوسين بتحقيقها لولا سوء الحظ، الذي لازمه في المباراة الختامية امام الريان القطري، وفي المقابل لعب النور البطولة الاسيوية المؤهلة لكأس العالم للأندية، وايضاً خسر المباراة الاخيرة امام لخويا القطري، وكان افضل فرق البطولة بعد ان قدم مستوى يليق بسمعة كرة اليد السعودية وحقق المركز الثالث. ويصعب التكهن بمَنْ يرفع الكأس لشدة المنافسة بينهما بعد ان صرف الفريقان مبالغ كبيرة لم يسبق أن صُرفت من قبل وتتجاوز 3 ملايين ريال. رغم أن الافضلية تصب لمصلحة النور لوجود مناف السعيد، الذي يقدم مستوى كبيرا مع فريقه القديم الجديد النور الا ان المباريات النهائية لا تخضع لمقاييس، ومَنْ يتحكم في هدوء الاعصاب ويتهيأ نفسياً قبل المباراة بشكل سليم سيظفر بالكأس، ولا ننسى أن للجمهور الاثر الاكبر في بث الحماس للاعبيه.