انقلبت الأوضاع في نادي الهلال رأسا على عقب، بعد أن بلغ الغضب ذروته لدى الجماهير التي لم يكن لديها بد من الصبر حتى نهاية الموسم من أجل اتضاح الرؤية بشكل نهائي، بيد أن رئيس النادي فجر قنبلة الموسم والتي لم تكن بحسبان المشجع الهلالي ولم تدر بخلده عندما أعلن عن استقالته من رئاسة النادي وتحمله للمسئولية بكل شجاعة. موسم الزعيم كان باهتا في نظر عشاقه ومحبيه على الرغم من تحقيق الفريق بطولتي السوبر وكأس سمو ولي العهد، حيث ظهر الهلال بمستويات متذبذبة في مسابقة الدوري والكأس وكذلك دوري أبطال آسيا والذي يتوجب على الفريق الفوز في مباراته الأخيرة أمام تراكتور الإيراني وإلا فإنه سيخرج من أوسع الأبواب صفر اليدين. «الميدان» سلط الضوء على الزعيم ونبش في ملفاته من خلال هذا التقرير: «وجه السعد البطولة الأغلى» منذ أن قدم الأمير عبدالرحمن بن مساعد استقالته رسميا من إدارة النادي والجماهير الهلالية تطالب بأعلى صوتها بأن يستلم زمام الأمور في النادي الكبير الأمير نواف بن سعد، والذي يعتبره الهلاليون شريانا رئيسيا للزعيم وعمودا فقريا لإداراته السابقة حتى وإن كان ذلك في الخفاء. حلم المدرج الأزرق بات حقيقة على أرض الواقع، بعد قبول «وجه السعد» الأمير نواف بن سعد للمهمة وتصديه لها بكل شجاعة واقتدار، وما هي إلا أيام معدودة والزعيم يتوج نفسه بأول ألقابه بقيادة وجه السعد في مباراة السوبر الشهيرة في لندن، ومعها ازدادت حالة الفأل الأزرق بأن الموسم الحالي سيكون استثنائيا بقيادة نواف بن سعد. «الديون تضرب أوتارها في خاصرة الزعيم» استهل الهلال مشواره في الدوري وبدأ بمستويات جيدة نوعا ما، بيد أن المعالم باتت واضحة من الجولة العاشرة تقريبا بعد أن انحصرت المنافسة بين الهلال والأهلي بشكل فعلي، غير أن الهلال بحاجة لعدد من القرارات الشجاعة التي تكفل له منافسة الأهلي على اللقب ومزاحمته عليه حتى الجولة الأخيرة، ومن أهمها إبعاد الجهاز الفني بقيادة اليوناني دونيس وتدعيم الفريق بعدد من الصفقات المحلية والأجنبية خاصة في خانتي المحور والهجوم، ولكن الأزمة المالية الحالية الخانقة التي يمر بها النادي بسبب عقود إدارته السابقة التي ورطت الفريق كانت حجر عثرة في القيام بأي خطوة من ذلك، وبقي الرئيس متفرجا في ظل عزوف أعضاء الشرف وابتعادهم باستثناء الداعم الأمير أحمد بن سلطان. «مطالبات بإقالة المتغطرس دونيس» لم تستمع إدارة النادي للمطالبات المستمرة بإقالة الجهاز الفني واستبداله بشكل عاجل بعد أن استفحلت المشكلة بينه وبين المهاجم الهداف ناصر الشمرني، بالإضافة إلى أخطائه المستمرة والتي ساهمت في نزيف النقاط، ولكن الإدارة الهلالية التزمت الصمت وفضلت استمرار المدرب وتحملها المسئولية. «بصمة الزلزال تعيد إلى الأذهان إنجاز 1416ه» أنقذ ناصر الشمراني الإدارة والمدرب بعد أن استطاع أن يحسم لقب كأس سمو ولي العهد امام الأهلي بعد أن تجلى في مباراة أعاد بها الأذهان لقاء الهلال والأهلي موسم 1416ه والتي حسم الجابر اللقاء بهدفين ولا أروع على الرغم من ابتعاده ذلك الموسم عن التهديف وهو ما تحقق مع الزلزال الذي أبعد بقرار قسري وسط فرجة الإدارة ولكنه حسم الموقف أخيرا. «العودة إلى نقطة الصفر من جديد» أعاد الأهلي منافسه الهلال إلى نقطة الصفر من جديد وإلى دوامة البحث عن اللقب المفقود منذ خمسة مواسم، بعد أن استطاع أن يقصيه مرتين متتاليتين الأولى من دوري عبداللطيف جميل والثانية من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين وبنتيجتين كبيرتين أزعجت المدرج الأزرق كثيرا وأرقت مضاجعه، ليسدل الزعيم الستار على موسمه المحلي والغضب يحاصره من كل حدب وصوب. «قرار جريء يحسم الموقف» كسب رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد احترام المدرج الهلالي والشارع الرياضي بشكل عام بعد أن أعلن عزم مجلس إدارته الاستقالة، متمنياً انعقاد اجتماع عاجل لأعضاء الشرف لاختيار رئيس جديد يقود الفريق لمرحلة رئاسية قادمة.. وقال عقب الخسارة من الأهلي مساء أمس والخروج من بطولة كأس الملك: علينا استكمال العمل في المباراة الآسيوية القادمة وفي حال أكرمنا الله بالتأهل سنستمر حتى نهاية الموسم، وأتمنى من الرئيس القادم التواجد بجانبنا خلال هذه الأيام للاطلاع على ماتم إنجازه والملفات التي تنتظر النادي في المرحلة المقبلة، حتى يتسنى له تقديم عمل أفضل. وأضاف: أعتذر للجماهير، صحيح أننا حققنا بطولتين ولكن عشم جماهير الهلال في الدوري والمنافسات الأخرى، أنا أتحمل أي خطأ من اللاعبين أو المدرب وكل شيء يتعلق بالنادي وماهو داخله أتحمله، لكن هناك أمور خارج إطار النادي مثل برمجة المسابقات والحكام المحليين والأجانب وطريقة اختيارهم فأنا لا أتحملها. وطالب نواف بن سعد أن يقف الرئيس القادم على كل التفاصيل والأمور المتعلقة بعقود النادي مع شركة صلة، والمعوقات التي تحد من تحقيق الفريق الأول من تحقيق كل البطولات مادية وغيرها، إضافة إلى ملف الفئات السنية. «انقسام يغلف الأجواء» انقسم الهلاليون ما بين مؤيد ومعارض لقرار إدارة نادي الهلال وعزمها تقديم استقالتها بشكل رسمي، واتفق الهلاليون في الوقت نفسه على أن القرار يعد شجاعا من قبل الرئيس المحب للكيان والذي فضل مصلحة الهلال على مصالحه الشخصية، مشددين على أن أعضاء الشرف يتحملون نسبة كبيرة في عملية الخذلان التي تعرض لها وجه السعد من قبلهم خاصة فيما يتعلق بوعودهم له قبل الرئاسة، فضلا عن إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد السابقة والتي كبلت النادي بالديون ثم رحلت. «غضب عارم ومطالب بالغربلة» طالبت الجماهير الهلالية وعدد كبير من المنتمين للنادي الكبير بعمل غربلة شاملة تعيد الأمور لنصابها الحقيقي، خاصة فيما يتعلق باللاعبين الذين باتوا عالة على الفريق منذ عدة مواسم ولم يقدموا ما يشفع لهم مثل سلمان الفرج وسالم الدوسري ونواف العابد وخالد شرحيلي وعبدالعزيز الدوسري، إضافة إلى اعتزال النجوم العمالقة ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وسعود كريري وإتاحة الفرصة لغيرهم بعد أن خدموا الفريق لسنوات طويلة خاصة الشلهوب والقحطاني. الغضب الجماهيري امتد للجهاز الإداري وخاصة فهد المفرج والذي كان له نصيب من الانتقادات حيث تم تحميله نسبة كبيرة فيما حدث للفريق. «دونيس: لم أكن سببا لمشاكلكم» رفض مدير الجهاز الفني بالنادي اليوناني جورجيوس دونيس تحميل نفسه وحده ما حدث للهلال وطالب الجماهير بأن تعود بالذاكرة إلى الوراء وتتذكر كم مدربا مر على الهلال طوال المواسم الأربعة الماضية، مطالبا في الوقت نفسه أن يعدل رئيس النادي عن قرار ابتعاده ويعود مجددا لقيادة النادي في المواسم المقبلة. «رأس اليوناني مطلب المدرج الأزرق» اتفق المدرج الأزرق على سوء عمل الجهاز الفني على الرغم من تحقيقه بطولتين من عيار النفس القصير والتي لم تكن معيارا حقيقيا لتميز الفريق من عدمه، وطالبت الجماهير الهلالية بأن يلحق الجهاز الفني بقيادة دونيس برئيس النادي المستقيل، وشدد الهلاليون على ضرورة الإسراع في إقالته خوفا من خروج منتظر وقادم في البطولة القارية. «الحل يبدأ بسامي وكوزمين !!» بمجرد إعلان الأمير نواف بن سعد استقالته عن الرئاسة تواترت أنباء عن قرب عودة المدير الفني السابق في الهلال ونجمه الكبير سامي الجابر لتدريب الفريق مجددا خاصة في ظل المطالبة الجماهيرية بعودته مجددا لقيادة الزعيم والتي يدعمها العضو الشرفي الداعم، كما سرت أنباء أخرى عن قرب عودة الروماني أولاريو كوزمين لتدريب الفريق خاصة بعد استقالته من تدريب الوحدة الإماراتي. الجماهير الزرقاء أبدت ارتياحها من التسريبات بشأن الجهاز الفني الجديد، سواء كان سامي الجابر أم كوزمين، مؤكدين أن الحل الأمثل في ظل هذه الظروف يستلزم تواجد أي منهما بشكل عاجل. «اجتماع عاجل وبيان مرتقب» ينتظر أن يعقد أعضاء شرف النادي اجتماعا عاجلا من أجل ثني الرئيس عن الاستقالة المفاجئة والتي كانت تحمل الكثير من العناوين أهمها خذلان بعض أعضاء الشرف ووعودهم الزائفة، وتشير المصادر إلى أن الأمير نواف بن سعد يصر بشكل قاطع على عدم العودة عن قراره بأي حال من الأحوال، كما من المنتظر أن يصدر المركز الإعلامي خلال الأيام القادمة بيانا يوضح فيه ملابسات استقالة الرئيس ووضع النادي من حيث رئاسته وأجهزته الفنية والإدارية الحالية.