بعد ما سمعناه من ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وحديثه عن رؤية المملكة 2030 جاء سقف توقعات ليس له حدود.. لأنه لا يؤطر لمرحلة آنية ولا يهتم بمصالح ذاتية ولا يهدف لحلول وقتية وإنما يتعدى كل ذلك بخطط استراتيجية ودراسات ميدانية وأفكار شاملة تحدد الثغرات وتشخص العقبات والاستفادة بالعديد من الورش الميدانية التي أسهم فيها أهل الرأي والخبرة والاختصاص.. رؤية المملكة للمستقبل أو التحول الوطني عمادها الشباب الذي يمثل 70% من المجتمع حيث تعتمد على مقومات النجاح الاساسية والتي تتمثل في التخطيط والشفافية والطموح والثقة والحوكمة والاستفادة من خبرات الآخرين والبداية من حيث انتهوا.. ان نعرف أخطاءنا ونعترف بقصورنا ونحدد معوقاتنا فذلك هو بداية الطريق الذي يجب أن ترسمه قرارات حاسمة تتفوق على المعهود والمتبع وتتعدى الزمان بفكره والمكان بطبعه.. وحتى لا نستمر في حلقة مفرغة نبدأ بها ونعود اليها لتتضخم مشاكلنا وتبقى هي الحاجز الذي لا يمكن أن نتجاوزه إلى الهدف المنتظر.. ونكتشف كما تعودنا مع الايام وبعد ضياع الفرص أن ما يفترض أن يكون هو ما يجب أنه كائن! الرؤية التي تحدث عنها ولي ولي العهد خلاصتها أن نتخلى عن ذلك الاعتقاد بأن النفط هو من يصنعنا وإنما علينا الإيمان بقدرتنا ووعينا وثقافتنا وإدراكنا المعرفي حتى نستطيع تطوير كل الموارد.. على المستوى الشخصي نعترف ونقر أيضا بأن التنمية والتحول المجتمعي لا يمكن أن تكون ما لم يكن لدينا استعداد وثقة بأنفسنا وأن نتخلى عن التقوقع على ذواتنا والتوجس والخوف من التغيير وأن ننشغل بالانتاجية والعطاء والتفكير الخلاق بعيدا عن المماحكة العنصرية والطائفية. وأن يكون الدافع هو الدين وليس التدين وألّا تبقى ال«أنا» هي المسيطر حتى نكسب جميعا.. لا يمكن أن نواجه أعداء الخارج ما لم يكن حب الوطن هو ما يؤلف بيننا في الداخل وألا يراهن أي كان بالتفرد بذلك الحب وأن يكون الإخلاص والتميز في العطاء هو المقياس. رؤية السعودية 2030 هي ما يجب أن تجعلنا جميعا نرى بوضوح الطريق للمستقبل الذي نتمناه لأجيالنا القادمة.