من يرى نصر الموسم الحالي لا يمكن له أن يتنبأ بنتائجه حيث إنه طوال هذا الموسم لم يقدم مستوى ثابتا خلال ثلاث مواجهات متتالية، حتى بعض الانتصارات التي حققها لم يكن خلالها مقنعا، وبعد الانتصار على باختاكور في الآسيوية والمستوى الممتع الذي قدمه بقي السؤال الكبير: هل سيستمر النصر؟ واستمرارية النصر آسيويا أراها ممكنة، فالحسابات التي قدمت له ثلاث فرص ثابتة للتأهل لا تعدو كونها حسابات ورقية، بينما الحسابات الميدانية تعني إحاطة تلك الفرص بالظروف المتوقع حدوثها دون مبالغة أو تقليل، فالاستقلال له فرصة مباشرة لن يتخلى عنها بسهولة وسيقاتل عليها في أرضه أمام مئة ألف متفرج، ويطمع أن تسهم الضغوط التي تصاحب الفرق السعودية المتوجهة لإيران أن تخدمه، فلو تفرغ النصراويون للتفكير بكيفية تجاوز الظروف في إيران وحبسوا أنفسهم في هذه الدائرة الضيقة فبالتأكيد ستكون مهمة الاستقلال سهلة جدا. ما يعيب إدارة النصر الحالية هو عدم قدرتها على إبعاد اللاعبين من الأحداث المشحونة التي تحصل خارج الميدان، فعندما ينجحون في هذه النقطة أثق في قدرة النصر على الانتصار بشرط عدم التقوقع المبالغ فيه دفاعيا وإظهار اختراعات لا يطيق النصر معها صبرا، فمن الظلم أن يملك النصر عناصر تتفوق فنيا ومهاريا على الاستقلال الفريق التكتيكي البطيء ويتم تكبيلها خشية من الخسارة. وأتمنى ألا ينصت اللاعبون لمن قلل من فوزهم على بختاكور، لأنهم لو قبلوا طرحهم فهذا يعني التأكيد على فوز النصر، كون بختاكور الذي وصف بالمتهالك فنيا استطاع الانتصار على الاستقلال الذي ينافس على التأهل بينما لم ينجح في هزيمة النصر، هذه هي القراءة الزائفة لطرحهم غير المنطقي، أما القراءة الصحيحة فتقول إن النصر يملك كل شيء في هذا اللقاء إلا الجمهور وهذا ما يتميز به الاستقلال فقط. مع هذه الأفضلية للاستقلال، أعود بالذاكرة لمواجهة النصر والمولودية الجزائري في البطولة العربية عام 2007 عندما تأهل النصر أمام أكثر من مئة ألف متفرج في مدرجات النار، فالظروف وقتها لم تكن مشجعة فكيف بها الآن؟