طوى الأهلي سنواته العجاف كطي السجل، وأحرز لقب دوري عبداللطيف جميل للمحترفين للمرة الأولى منذ ثلاثة وثلاثين عاما وللمرة الثالثة في تاريخه الذي يمتد لثمانين عاما تقريبا، عقب فوزه المثير على غريمه ومطارده المباشر الهلال بثلاثة أهداف لهدف في اللقاء الجماهيري الذي جمعهما على ملعب «الجوهرة المشعّة» بقيادة الحكم الألماني فيليكس بريش وأمام نحو 56 ألف متفرج. وقد شهدت السنوات الماضية محاولات مستميته من الفريق للتتويج باللقب الغائب عن خزائنه، حيث كانت البداية عام 1996 ولكن خسر النهائي أمام الهلال 2/1 وكرر المحاولة عام 1999 وخسر النهائي أمام جاره الاتحاد 1/صفر وفي عام 2001 تصدر الدور التمهيدي ولكنه ودع من منافسات المربع الذهبي، قبل أن يخسر النهائي الثالث عام 2003 أمام الاتحاد بنتيجة 3/2 وفي عام 2012 كان منافسا شرسا للشباب ولكنه أضاع فرصة التتويج في الجولة الأخيرة بعد تعادله مع الشباب، قبل أن يكرر السيناريو في الموسم الفائت عندما فوت فرصة المنافسة قبل نهاية البطولة بجولتين. 12 لاعباً أعادوا شكل الفريق وهذا الانجاز الذي انتظره الأهلي طويلا قبل أن يحققه لم يأت من محض الصدفة أو ضربة حظ وإنما نتيجة تخطيط وعمل متواصل منذ بداية الموسم الماضي الذي استقطبت خلاله إدارة النادي السابقة برئاسة الأمير فهد بن خالد عددا من اللاعبين المميزين أمثال حسين المقهوي وسلمان المؤشر ومهند عسيري وصالح العمري والسوري عمر السومة والمصري محمد عبدالشافي، قبل أن تواصل الإدارة الحالية برئاسة مساعد الزويهري والإدارة السابقة قبل استقالتها تعزز صفوف الفريق وفقا لرؤية المدرب الفنية بعدد من اللاعبين أيضا أمثال علي الزبيدي وإسلام سراج وماهر عثمان وفهد حمد واليوناني فيتفا والبرازيلي ماركينهو، فكانت ثمرة هذا العمل المتواصل تحقيق البطولة التي كانت هدفا للقائمين على النادي وجماهيره منذ بداية الموسم. وقد عبر مساعد الزويهري رئيس النادي عن سعادته الغامرة بإحراز فريقه اللقب الغائب عن خزينته منذ أكثر من ثلاثة عقود، موجها الشكر لكل من ساهم في هذا الإنجاز التاريخي وعلى رأسهم الرمز الأمير خالد بن عبدالله والأمير خالد بن فهد الرئيس السابق وجميع شركاء النجاح سواء من أعضاء الشرف أو الشركات الراعية. وقال الزويهري: «إن الفضل في هذا الانجاز بعد الله يعود لكل من أسهم ووقف واجتهد من أجل الأهلي طوال السنوات الماضية» ووجه رئيس النادي الشكر لجماهير النادي ولاعبي الفريق والأجهزة الفنية والإدارية والطبية، منوها إلى أن منظومة العمل كانت على قلب رجل واحد من أجل تحقيق هذا الإنجاز. بداية مثالية للبطل وجاءت بداية الفريق في الدوري مثالية، حيث أظهر رغبته الجامحة في ترويض اللقب الذي نافس عليه بشراسة في الموسم الفائت قبل أن يفقده في الأمتار الأخيرة لمصلحة النصر، فعلى الرغم من تعادله في مباراته الافتتاحية أمام التعاون إلا أنه سجل جملة انتصارات بدأها بالفوز على الخليج مرورا بالنصر فالوحدة والاتحاد وهجر والهلال والرائد، قبل أن ينهي الدور الأول بالفوزعلى القادسية، محققا بطولة الشتاء برصيد 33 نقطة جمعها من 13 مباراة فاز خلالها في 10 مباريات وتعادل في 3 مباريات دون أن يتلقى أي خسارة. تراجع مخيف مطلع الدور الثاني وفي الدور الثاني من المسابقة، فاجأ الفريق أنصاره بتراجع مستواه وتواضع نتائجه، حيث خسر 9 نقاط في أول خمس جولات فقد على أثرها الصدارة لمصلحة الهلال بعد تعادله أمام التعاون والخليج والنصر وخسارته أمام نجران مقابل الفوز أمام الوحدة، وهذا التراجع هز ثقة الجماهير في فريقها وطالبت الإدارة بتصحيح الوضع على المستوى الفني وإعادة الخبير طارق كيال لإدارة الكرة سيما وأنه يتمتع بشخصية قوية وقدرة فائقة على احتواء أي مشكلة طارئة وهو ما قامت به إدارة النادي. الشباب بداية العودة وكانت مباراة الفريق أمام الشباب هي بداية العودة لاستعادة الصدارة والمحافظة عليها حتى التتويج باللقب، حيث فاز في ست مباريات متتالية أمام الشباب والقادسية والاتحاد والفيصلي وهجر، وأخيرا أمام الهلال في مباراة البطولة التي توج من خلالها مجهود موسم كامل كان عامرا بالجهد والكفاح من كافة القائمين على الفريق. وبارك السويسري كريستيان جروس مدرب الفريق للاعبيه وجماهير فريقه الفوز بلقب دوري عبد اللطيف جميل، وقال: «لعبنا مباراة كبيرة وكان هدفنا الخروج بنقطة واحدة على أقل تقدير ولكن هدف الهلال المبكر صعّب عليها المباراة» واستطرد قائلا: «تحدثت مع اللاعبين بين الشوطين عن النتيجة وطالبت بتعديلها واستطاعوا تطبيق ما طلبته منهم بطريقه رائعة ونجحوا في تحويل الخسارة إلى فوز بالثلاثة»، وتحدث جروس عن هداف الفريق والمسابقة عمر السومة فقال في هذا الجانب: «السومة لاعب كبير وتسجيله هدفين ليس غريبا عليه فهو لاعب هداف يعرف طريق المرمى جيدا عندما يكون في أفضل حالاته»، مشيدا في الوقت ذاته ببقية اللاعبين وقال: «قدم الجميع المطلوب منهم طوال الموسم والجميع يستحق هذه الفرحة». وحول مستقبله مع الفريق، قال: «عقدي ينتهي بختام الموسم، والأهلي له الأولوية، لدي عروض كثيرة على الطاولة وسنرى ماذا سيحدث في المستقبل» مؤكدا أنه سيترك اللاعبين يحتفلون باللقب على أن يكون بداية الاستعدادات للمباراة المقبلة أمام الهلال في مسابقة كأس الملك، اليوم الثلاثاء. البطولة 32 في خزينة الأهلي وتعتبر بطولة الدوري هي البطولة رقم 32 التي يحققها الفريق منذ تأسيسه عام 1937وحتى الآن. فعلى مستوى البطولات الخارجية أحرز الفريق أربع بطولات وهي بطولة الأندية العربية الموحدة مرة واحدة عام 2002 وبطولة الأندية الخليجية ثلاث مرات، أعوام 1985 و 2002 و 2008. أما على مستوى البطولات المحلية فقد توج الفريق ببطولة الدوري ثلاث مرات أعوام 1977 و 1984 و 2016، كما حقق كأس الملك اثنتا عشرة مرة كأكثر الأندية تتويجا بهذا اللقب وكانت أعوام 1962 و 1965 و 1969 و 1970 و 1971 و 1973 و 1977 و 1978 و 1979 و 1983 و 2011 و 2012، وفي كأس مسابقة ولي العهد حقق اللقب ست مرات كانت أعوام 1957 و 1970 و 1998 و 2002 و 2007 و 2015، فيما حقق كأس الأمير فيصل بن فهد «كأس الاتحاد» ثلاث مرات كانت أعوام 2001 و 2002 و 2007، إلى جانب بطولة الصداقة الدولية التي حققها مرتين كانت عامي 2001 و 2002 وكذلك بطولة كأس المصيف عامي 1966 و 1974. فرحة اللاعبين بالفوز عبدالله بترجي نائب الرئيس وفرحة الفوز بلقب الدوري الجماهير سر الانتصارات الاهلاوية