في ليلة ماطرة نثرت فيها سلال الورد الطائفي على مسرح النادي الأدبي الثقافي بالطائف، رفض رئيس نادي الباحة الأدبي الشاعر حسن بن محمد الزهراني اطلاق لقب البحتري عليه؛ معللا ذلك ان الشاعر والاديب والمثقف يصنع نفسه بنفسه، وليس في حاجة أن يقلد الآخرين، خصوصا وأن لكل شاعر سمته في الكتابة، وأسلوبا وطريقة يتميز بهما عن غيره. وقال: «لا شك في أن البحتري شاعر كبير، والبعض من الشعراء أطلق هذا اللقب علي قبل أكثر من عشرين عاما تقريبا، ولكنني لم ألق له بالا، واستمررت في طريقتي وأسلوبي الخاص في كتابة الشعر». وأضاف في الأمسية الشعرية مساء الاثنين الماضي التي أدارها بتميز وإبداع الشاعر عبدالعزيز أبو لسه الغامدي: انه لا يؤمن بفصل الشعر الشعبي عن الفصيح لكونهما صنوان، مؤكدا على ان الشعر النبطي فن جميل وشعر راق حتى وإن لم يستسيغه من لهم اهتمام بالشعر الفصيح، مشيرا إلى أنه كتب الشعر النبطي واصدر ديوانا أسماه «فيض المشاعر»، والذي لقي إقبالا كبيرا وصدى واسعا، وهذا يدل على الاهتمام الكبير بالشعر النبطي. وقد ألقى الشاعر الزهراني العديد من القصائد المتنوعة، والتي نالت استحسان الحضور، وكان منها قصيدة التقاعد، حيث بعث لمدير التعليم طلبه للتقاعد من العمل في قصيدة وافق عليها مدير التعليم، وأحالها للشؤون الإدارية والفنية لإكمال تقاعده، قال فيها: ثلاثون لن انسى ولن اتذكرا ولن اخبر العمر الشريد بما جرى ثلاثون انفاس الثواني تعدني وتنثرني قمحا على سغب القرى ثلاثون مصباحي يقيني ودفتري خيال فسيح فوق ما تحلم الذرا كما استمع الحضور الى قصيدة أخرى عن وصف الشعر قال فيها: لا بورك الشعر كم اشقى وكم جرحا / وكم على بابه دمع الاسى سفحا كم من قصيدة صدق قال قائلها / يا ليت ثغري بها للناس ما صدحا كم شاعر طاف بالارواح في فلك / من المنى وهو رهن الجزن ما برحا وقال أيضا: ذات حلم وشمس الضحى في هزيج /الدجى كنت أمشي بجانب ظلي الذي كان يمتد خمسين عاما وفي نهاية الامسية كانت هناك العديد من المداخلات من الصالتين الرجالية والنسائية، حيث تداخل الدكتور عالي القرشي والدكتورة حنان عنقاوي والعديد من الحاضرين والحاضرات من الصالتين بالنادي، فيما أجاب الزهراني على أسئلة الحضور والمشاركين في التعليقات على الأمسية. عقب ذلك، كرم رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بالطائف الأستاذ عطا الله بن مسفر الجعيد ضيف الأمسية ومديرها بدروع تذكارية.