أوضح الشاعر الدكتور صالح الزهراني أن الشعر الفصيح تراجع في الصفوف الخلفية، بسبب انكفاء الشاعر على نفسه وعدم تفهمه لحاجات ومتطلبات متذوقي الشعر. وقال في الأمسية الشعرية التي نظمها نادي الجوف الأدبي بمشاركة الشاعر محمد يعقوب وأدارها محمد الرويلي مساء الإثنين الماضي، إن الشعر الشعبي تصدر كونه دائماً ما يعزف على وتر القبيلة، وموبقات النفس البشرية. وأضاف الزهراني أنه لا توجد حركة شعرية للشعر الفصيح خلاف الرواية والقصة، مؤكداً أن الشعر الفصيح لم يغب، بل تراجع بسبب عدم تواصل الشاعر مع الناس والحديث عن هموم المجتمع بمنطق الشاعر الملهم. وعدّ الزهراني التطور العلمي سبباً آخر في تراجع الشعر الفصيح، وقال إن حادثة محمد الدرة كمثال قُصد فيها 13 ألف قصيدة، «لكنها جميعاً لا تعادل صورة واحدة في قوة التعبير والوصف اللذين كانت تتميز بهما القصيدة». وأضاف محمد يعقوب، أن الدعم غير المسبوق للشعر الشعبي، بدءاً من المجلات الشعبية والقنوات الفضائية والمسابقات الشعرية هو الذي أسهم في تراجع الشعر الفصيح وتصدر الشعر العامي. وقارن بين إيرادات برنامج شاعر المليون «الشعبي» وبرنامج أمير الشعراء «الفصيح»، وقال إن إيرادات البرنامجين تصل إلى ربع بليون درهم، 85 في المئة تأتي من برنامج شاعر المليون. وقال إن التصويت «والفزعة» لبرنامج شاعر المليون بسبب استلهام الشعراء فيه للقبيلة، بعكس برنامج أمير الشعراء الذي يتركز التصويت فيه على جمالية قصائد الشعراء. وعن قصيدة النثر، لفت الشاعر محمد يعقوب إلى أن قصيدة النثر قصيدة رواد وليست قصيدة كيان، «فلا تستطيع تمييزها عن القصة وغيرها، وفتحت المجال لمن لا يستطيع الكتابة بالكتابة». وفي المداخلات، علق الزهراني على مداخلة نائب رئيس النادي خالد العيسى بأن الربيع العربي عبارة عن خريف، «إن العرب لديهم القابلية للتوجيه والاستعمار»، مشيداً في هذا الجانب بما صنعه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إفشال المؤامرات تجاه الوطن العربي. وفي ختام الأمسية، قدم العيسى شهادة شكر وتقدير للشعراء، إضافة إلى حقيبة إصدارات النادي الأدبية.