باتت فكرة إقامة غرف فندقية في الفضاء قريبة من التحقق بعد نجاح علماء الفلك في إلصاق غرفة مطاطية بمحطة الفضاء الدولية. وأطلقت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» بمعية شركة «بيغلو»، الأسبوع الماضي، وحدة سكنية قابلة للنفخ، عبر صاروخ إلى الفضاء، وفق ما نقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية. وتم تطوير الغرفة المطاطية من طرف شرطة بيغيلو الفضائية، التي أنشئت عام 1999، بتمويل من الملياردير الأميركي، روبرت بيغيلو. ويرتقب أن تمكث الغرفة المطاطية عامين في الفضاء لاختبار مدى سلامتها ومقاومتها للظروف المحيطة بها من حرارة وضغط وإشعاعات قبل أن تتم إعادتها إلى الأرض لإجراء دراسات عليها. ويقول القائمون على المشروع إن الغرف المطاطية تصلح سكنا لرواد الفضاء، كما بالإمكان جعلها مختبرات للعمل. ولا يزال عالم الفلك الروسي، غينادي بادالكا، محتفظا برقمه القياسي حتى اللحظة، بعد قضائه أطول فترة في محطة الفضاء الدولية، بعدما مكث فيها 879 يوما. وفي وقت سابق، أفادت «أسوشيتد برس» بأن شركة «سبيس إكس» تمكنت من تحقيق عملية تسليم مهمة لحجرة قابلة للنفخ لرواد الفضاء. ووصلت مركبة الشحن «سبيس إكس دراغون» إلى المحطة الفضائية الدولية عقب يومين من انطلاقها من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا. واستخدم رواد المحطة ذراعا آلية ضخمة لالتقاط دراغون التي كانت تدور على ارتفاع 260 ميلا فوق المحيط الهادي. وكانت دراغون تحمل على متنها 7 آلاف رطل من المؤن والمواد العلمية وحجرة قابلة للنفخ. وستصبح الحجرة الجديدة بحجم حجرة نوم صغيرة حال امتلائها بالهواء الفترة المقبلة. ومن المقرر أن يكون تم توصيلها بالمحطة الفضائية الدولية، لكنها لن تملأ بالهواء قبل نهاية مايو. وأعلنت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) سابقا، أنه من المقرر إرسال وحدة لإقامة رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية لاختبارها لمدة عامين بغرض المقارنة بين الكبسولات خفيفة الوزن المصنوعة من الأنسجة والوحدات المدارية المعدنية التقليدية. ووضع النموذج الأولي لوحدة الإقامة -الذي أنشأته شركة بيجلو ايروسبيس ومقرها نيفادا- داخل كبسولة من المقرر إطلاقها على متن صاروخ (فالكون 9) تابع لشركة (سبيس إكس) من منصة إطلاق بمحطة القوات الجوية في كيب كنافيرال بفلوريدا. وتمثل عملية الإطلاق المقررة المهمة الرابعة للشركة الخاصة المملوكة لقطب التكنولوجيا المتطورة إيلون ماسك منذ أن أدى عطل في صاروخ الإطلاق في يونيو حزيران الماضي إلى تدمير سفينة شحن كانت في مهمة تهدف إلى إعادة إمداد المحطة الفضائية، بحسب رويترز. وتهدف المهمة أيضا إلى أن تقوم الشركة -ومقرها كاليفورنيا- بمحاولة جديدة لإعادة المرحلة الأولى الرئيسية من صاروخ الدفع إلى منصة الإطلاق في مياه المحيط بسلام بحيث يمكن استخدامها في مهام أخرى في المستقبل. وباءت بالفشل أربع محاولات سابقة للهبوط على منصة في المحيط على الرغم من أن الصاروخ (فالكون 9) قام بمحاولة هبوط ناجحة في ديسمبر الماضي وهو هدف رئيسي ضمن مساعي (سبيس إكس) لابتكار صاروخ زهيد الثمن يمكن إعادة استخدامه.