إذا أراد الشخص أن يعيش حياة طويلة مع الاحتفاظ بالعقل السليم ينبغي عليه الزواج من شريك ذكي، كما أثبت علماء من جامعة أبردين البريطانية. فقد اكتشف العلماء أن التواصل ذا المستوى اللائق يمكن أن يضمنه زوج ذكي يمثل عاملا رادعا عن الإصابة في سن الشيخوخة باضطرابات دماغية وبالخرف والزهايمر. إذ أجرى علماء من جامعة أبردين البريطانية سلسلة تجارب شارك فيها توائم متشابهون من أجل تحديد احتمال تطور الخرف لديهم مع التقدم في العمر. عند دراسة الحالة الصحية لدى التوائم توصل العلماء إلى أن البيئة التي تحيط بالإنسان تستطيع أن تؤثر تأثيرا كبيرا في احتمالات تطور الخرف. فأولئك الذين لم تظهر لديهم من خلال فحص دماغهم أية مؤشرات تدل على مرض الدماغ كانوا يتمتعون بقدرات عقلية عالية ويعملون في عمل مرموق ويمتلكون كميات كبيرة من الأموال إذا كانت لديهم زوجات ذكيات. وعلقت البروفيسورة لورينس والي من جامعة أبردين على نتائج الدراسة قائلة: "الشيء الذي ينبغي أن يقوم به صبي ليعيش حياة طويلة ولم يقله أحد هو الزواج من امرأة ذكية لأن الذكاء أفضل مضادات الخرف". وسبق أن كشفت دراسات عديدة أن تحفيز المخ لجعله نشطا يساعد على منع تطور الخرف والتفاعل تفاعلا إيجابيا ومفيدا مع شخص ذكي يشكل نوعا من أنواع مثل هذا التحفيز. وفي الوقت نفسه أشارت البروفيسورة إلى أن البحوث السابقة كانت تركز على فوائد النشاطات الفكرية مثل حل ألغاز الكلمات المتقاطعة والقراءة وزيارة المتاحف، بيد أن الدراسة الجديدة بينت أن وجود شريك يوفر حديثا ممتعا أو بشكل عام تفاعلا ممتعا ومعقدا وذا مضمون يساعد على منع تطور مرض الزهايمر أيضا. من جهة ثانية، أكد العلماء أن وفاة أحد الزوجين يزيد من خطر إصابة الباقي على قيد الحياة باضطراب ضربات القلب بنسبة أكثر من 50 في المائة. فقد نشرت مجلة Open Heart مقالة تفيد أن وفاة أحد الزوجين تزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وهي الحالة التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات مميتة للإنسان، بنسبة 57 بالمئة في الشهر الأول بعد وقوع الحدث الحزين. والخطر الأكبر هو على من بلغ 60 من العمر. وتوصل الأطباء إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل بيانات أكثر من 160 ألف شخص تم اختيارهم على أساس الجنس والعمر ووجود أمراض أخرى وفقدان أفراد الأسرة في الفترة من العام 1995 إلى العام 2014. كما تبين أن مستوى الخطر يبقى عاليا خلال فترة تعادل نحو عام واحد ثم ترجع الأمور إلى طبيعتها. واتضح أن العازبين هم في خطر أكبر بالمقارنة مع أولئك الذين لهم أطفال. ويرجح العلماء أن يؤثر فقدان الزوج على تطور المرض بسبب الإجهاد مؤكدين بذلك أن وفاة الشريك في الحياة تعتبر من الحالات الأكثر إجهادا حقا"