لا يمكن أن نقدم ونتقدم ونساهم في العطاء والتغيير والتحول ونحن لا نملك الجرأة على اكتشاف ذواتنا، والانفلات من الأوهام الخالدة التي تكبلنا، لنتذكر الماضي بألم وحسرة، وننظر للمستقبل بخوف وشك.. أولئك المعيقون والمحبطون الذين يتكلمون كثيرا، ولا يفكرون إلا في إطارهم المحدود الذي تعودوه، يضخمون الهفوات، ويذكرون السيئات، ويهمشون الإيجابيات، ويتناسون الحسنات، ويؤولون ما قد تخفيه الصدور ليكون الشك والريبة.. للأسف في مجتمعنا هناك من لا ينظر إلا من الزاوية المنحرفة، التي تشوه الحقائق، فتسيئ ولا تفيد، تهدم ولا تبني، وتهمش ولا تحمس، لتكون مشكلتهم بأنه لا بد من مشكلة! وآراؤهم تتبنى الجدل والمماحكة، ونظرتهم سوداوية، وأملهم لا يستنهضه عمل، وكأنه لا يمكن أن يكون إلا عسرا بلا يسر، لنبكي دائما ولا نعرف للفرح طريقا، ولا للأمل نهجا ومسلكا.. أولئك البعض لا تتفتح عيونهم إلا على الاخفاقات البسيطة؛ ليخلقوا منها مصائب عظيمة؛ ليكون تركيزهم على كل ما هو سلبي حتى جعلوه هوالطاغي والمؤثر.. هناك من ينتقد في كل شأن، وليس لديه رؤية أو هدف إلا الحديث بما يجب؛ ليخلي مسئوليته من الواجب.. وليخوض فيما لا يعرف.. نحن لسنا مجتمعا ملائكيا، ولا نعيش في المدينة الفاضلة، ولكننا نقسو على أنفسنا كثيرا بجلد الذات، حتى أوهمنا أنفسنا قبل غيرنا بجفاء تعاملنا وقلة صبرنا و(حجرنا الواسع) وتهميش قدراتنا، وغفلتنا عن الكثير مما أنعم الله به علينا، وكل ذلك لأن قياسنا العام جعلناه حكرا على ما يبعث على التشاؤم، وكأنه لا يكون إلا كل قصور.. المشهد العام في بلادنا يفيد بأن هناك وثبة أمل وطموحاً بعزم، وإصراراً بثقة، للعمل من أجل تحقيق أهداف إستراتيجية، ستتحقق بعون الله للوطن وللأجيال، بالرغم من أولئك السلبيين من المحللين الذين احترفوا الإحباط والتشكيك لاعتقادهم بأن في كل حركة مغامرة! الشعوب التي جعلت لنفسها مكانا للسيادة على خارطة العالم هي تلك التي تعمل على تحقيق الأهداف بالرغم من كل ما يعترضها من صعاب، أما من يتوقفون في بداية الطريق؛ خوفا، فلن يكون لهم نصيب من التغيير للأفضل.. .. فقط كل ما نحتاج إليه هو أن نثق في الله -سبحانه وتعالى- ثم في أنفسنا، ونعرف قيمتنا ودورنا في الحياة، وأن نكون داعمين مساندين متفائلين بالطموح والعمل. لسنا في حاجة بأن نترك عقولنا مستلبة لكل من يستهويهم الضجيج والحديث بما لا يهم ليكون تفكيرنا قاصرا عن كل ما هو أهم!!