«انطباعات عن زيارة لمعرض ومنتديات دبي IoTx من 28 إلى 31 مارس 2016م» تحدثنا قبل فترة عن أهمية ومستقبل انترنت الأشياء وذكرنا انه في آخر تقارير لمؤسسة IDC المهتمة بتقنية المعلومات والتي فجرت توقعات مهمة ومخيفة عن انترنت الأشياء Internet of things IoT التي سوف تنمو من 655.8 بليون دولار خلال العام الماضي إلى 1.7 تريليون دولار في عام 2020م بمعدل نمو سنوي يبلغ 16.9 ٪، وتمثل الرعاية الصحية أكبر استثمارات فيها (1). نعود لموضوعنا في تصوري المعرض كان صغيرا نوعا ما بالنسبة للمعارض الدولية، إلا أنه كان يحتوي على بعض المواضيع الجيدة والتي تقدم حلولا لانترنت الاشياء IoT وكان أهم ما في المعرض المحاضرات الجانبية وورش العمل وخرجنا بأغلب الجوانب التي تريد تغطيتها الشركات وهي كالتالي: أولا: قطاع الرعاية الصحية مع ظهور المعدات والأجهزة التي تعتمد على مفهوم انترنت الأشياء وخصوصا باتصالها الدائم مع الإنترنت، زاد التواصل بين المستفيدين ومقدمي الرعاية الصحية. وكما تقول ادارة الدواء الأمريكية FDA : إن ما يقارب 500 مليون شخص حول العالم يستخدمون تطبيقات طبية على هواتفهم الذكية (2). وكنت أتحدث مع احدى الشركات لتقديم حلول عن الأسرة الذكية Smart Beds خصوصا مع الأزمة الحاصلة حاليا في موضوع عدم وجود الاسرة وكثرة الأنظمة التي لم تستطع ان تعطينا أرقاما أو مؤشرات حقيقية عن الوضع الفعلي فمثلا تجد نظام الاسرة Bed Management يعطيك رقما ونظام ادارة المستشفيات ال HIS يفيدك برقم آخر، وأرض الواقع رقم مغاير! فهل تقنيات انترنت الاشياء تعطينا الحل! «يارب ياكريم». الصحة الفردية: انترنت الاشياء سوف تكون أهم تقنية للعناية بصحة الأفراد، حيث يتم استخدام الحساسات الملبوسة Wearable computing وتنقل ما اكتشف من بيانات جديدة، مثل اجهزة مراقبة الجلوكوز، وأجهزة مراقبة القلب والكثير من أجهزة التعقب الاخرى، وتقوم هذه المنصات بجمع وتحليل ومقارنة هذه البيانات، وسوف تكون ثورية في مجال الرعاية الصحية في كل مكان. إدارة الدواء وسلسلة الامدادSupply Chain Management: سوف تتداخل تقنيات انترنت الاشياء من مستودعات الدواء وحتى تصل للمستهلك، ايضا سوف نسمع عن الحبات الذكية Smart Pills وعن مراقبة تأثير الأدوية. الطب الاتصالي: كلنا يعرف هذا المجال وانه مهم للمؤسسات الصحية والمرضى وهو موجود من قرابة 20 عاما، إلا انه مجال معقد وعالي التكلفة، فمع وجود انترنت الاشياء لم يعد كذلك وسوف تقل التكاليف بشكل كبير، وسوف تظهر أشكال جديدة من الطب الاتصالي. ثانيا: قطاع الصناعات : مع ملايين الأجهزة المشبوكة حاليا بالإنترنت من الإشارات الضوئية إلى حاوية الزراعة الذكية وإلى رافعات البناء ومحركات الطائرات، فكمية البيانات كبيرة وتحليلها يحتاج أنظمة جديدة مثل أنظمة البيانات الضخمة Big Data، اذاً البيانات الضخمة تحتاج الى انترنت الاشياء بشكل كبير وهي من المصادر المهمة. الذكاء الاصطناعي AI: سوف يكون ال « IoT» من التقنيات المهمة لدفع هذا المجال للتقدم، فتصور معي عدد وحجم الحساسات بالملايين التي تجمع البيانات لترسلها للحواسيب والتي تتعلم منها وتحاكي الذكاء البشري. الحوسبة التي تحركها الحساسات : تخيلوا روبوتات ذكية تتعامل مع انترنت الاشياء وحساساتها في المصانع والمدن الذكية فسوف تؤدي الى أتمتة كل شيء تقريبا في حياتنا. ثالثا: المنازل والمباني : منذ زمن قديم جدا بدأ ما يقال عنه المنازل الذكية، هذا المفهوم واسع جدا، فتخيلوا انه بدأ من عام 1920 ميلادي عندما بدأ اختراع اجهزة المكانس واجهزة محضرةُ الطعام food processing ومكائن الخياطة، نعم لم نتخيل ان هذه الأجهزة هي بداية المنازل الذكية بعد ان كانت أعمال المنزل يدوياً بالكامل. في عام 1939م خرجت مجلة Popular Mechanic Magazine في عددها بأغسطس وتوقعت جهازا يساعد في طبخ الأطعمة عبر ترددات راديو قصيرة المدي. في عام 1969 خرج جهاز حاسوبي يتحكم في درجة حرارة المنزل ويقوم بحساب قائمة التسوق ويتحكم في إطفاء وتشغيل الأجهزة المنزلية المتوافقة معه. في عام 1970م ظهر بروتكول ال « X10 « ومازال حتى يومنا هذا مستخدما، وهي أجهزة بسيطة تكون وسيطة بين التيار الكهربائي والجهاز المنزلي ويمكن ضبط أوقات التشغيل والإطفاء يدوياً، ويعتبر هو البداية الحقيقية للمنازل الذكية ويسمى ال X10 بالجد الحقيقي للاتمتة. نعود إلى انترنت الاشياء وماذا قد يفعله في المنازل الذكية، في اعتقادي ان قطاع المنازل والمباني سوف يكون أكثر المستفيدين من انترنت الاشياء ويغطي ثلاثة مجالات هي الأمنية Security وإدارة اجهزة المباني Appliances واجهزة التجميع الذكية home hub automation. كانت تكاليف المباني الذكية مرتفعة جدا وتحتاج إلى شركات متخصصة والكثير من عمليات التكامل بين الأجهزة، فمع ظهور انترنت الاشياء IoT أصبحت سهلة ورخيصة فكل ما عليك هو اختيار جهاز التجميع المناسب Home Hub وشبك أجهزة منزلك به وتطبيق على جوالك للتحكم في الإضاءات ودرجات حرارة المنزل والتحكم ومراقبة الثلاجات والبرادات أو حتى عمل قهوتك بلمسة من التطبيق المتصل بماكينة القهوة، ويمكن التحكم في الدخول والخروج بالمنزل ولا تحتاج مفاتيح للأبواب بعد ظهور الاقفال الذكية مثل منتج August أو استخدام كاميرات ذكية داخل المنزل من شركة نيست Nest والتي استحوذت عليها جوجل والكثير من الأمثلة مثل ثلاجات ال جي LG الذكية التي تقدمها مع اشتراك في منصتها للإنترنت الاشياء. رابعا : قطاع النقل : إنترنت الأشياء تتسارع بشكل كبيروتدفع وتيرة الابتكار في صناعة النقل وخصوصا السيارات والشاحنات التي نستخدمها يوميا، فسوف تتداخل ال « IoT « في أمان المسافرين وإدارة النقل والأساطيل إلى عمليات التجميع وأوقات التسليم، وتزيد من كفاءة صناعة النقل والخدمات اللوجستية. تحديات انترنت الأشياء IoT : في اعتقادي ان انترنت الاشياء يحتاج الى ثلاثة أقسام رئيسية والتي توجد بها تحديات داخلها وتوجد تحديات عامة تتداخل مع كل قسم وهي كالتالي: 1- الحساسات : مجال واسع ومعقد، ويغطى مجالات بسيطة من قياس درجات الحرارة إلى مجالات طبية حساسة تخص حياة الانسان. فالتحدي كبير جدا وخصوصا من ناحية الابداع، فكلما توفرت بيئات الابداع تطور هذا المجال. 2- الاتصال : وأعني هنا كيفية التواصل بين الحساسات ومنصات انترنت الاشياء، فهل تعلم انه يوجد ما يقارب 14 معيارا معروفا للاتصال السلكي واللاسلكي وهذا يعتبر من التحديات الكبيرة، حيث تقوم كل شركة باختيار وسيلة اتصال تتناسب مع معاييرها وتشكل احيانا عائقا في تكامل جميع الحساسات تحت منصة واحدة، والآن غالبية الحساسات الحديثة تعمل مع المعايير التالية: الواي فاي wifi و ال «Zigbee « و البلوتوث Bluetooth وال «zWave». 3- أمن وخصوصية المعلومات : انفتاح هذه التقنيات وشبك اجهزة بالملايين عليها، سوف يكون عرضة للمخترقين والبرامج الخبيثة، فالتحدي هو ان تضع في الحسبان موضوع أمن المعلومات في جميع طبقات انترنت الاشياء من الحساس والاتصال الى منصة ال « IoT» فهذا تحدٍ كبير ومعقد. وفي تقرير أمن الانترنت عام 2015م، من شركة ايه تي & تيAT&T تقول: هناك زيادة 458٪ في نقاط ضعف الأجهزة التي تم مسحها وتعمل بانترنت الأشياء IoT (3). هذه ليست سوى أحدث مؤشر على أن هناك فرطا في نمو الأجهزة التي تعمل على تقنيات انترنت الاشياء IoT، أجهزة الحساسات والأنظمة في مختلف القطاعات التجارية والاستهلاكية والحكومية، وتضع خصوصية معلومات المستخدمين في خطر كبير.