اتهمت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش اليمني أمس، مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم بالاستمرار في خرق الهدنة التي أعلنتها الأممالمتحدة لليوم الثاني على التوالي في جبهات تعز ومأرب ونهم وشبوة والجوف، مع رصد تعزيزات عسكرية للمتمردين على مشارف محافظة لحج الجنوبية. وأكد الرئيس عبدربه منصور هادي، خلال استقباله المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ أمس في الرياض، أن الشعب اليمني يحتاج اليوم إلى السلام والوئام بعد معاناة طويلة من الخراب والدمار والحصار. وأضاف: نتطلع إلى جهود الأممالمتحدة لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة إلى المحتاجين في مختلف المناطق، خصوصاً محافظة تعز التي عانت الكثير جراء الحصار الظالم. وتابع هادي: سنذهب إلى الكويت ونحن نحمل همّ مجتمع وشعب عانى ويلات الحروب والحصار والدمار الذي فرضته عليه الميليشيا الانقلابية، تحت منطق القوة والتراجع عن توافق وإجماع إرادة الشعب اليمني. وأشاد هادي بالجهود التي بذلها ولد الشيخ خلال الفترة الماضية لبحث فرص تحقيق السلام المبنية على قرارات الشرعية الدولية، خصوصاً القرار 2216. في غضون ذلك، فجر انتحاري نفسه في تجمع للمجندين الجدد وسط مدينة عدن، ما أدى إلى مقتل خمسة منهم وجرح سبعة آخرين، وفيما أعلن فرع تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم عبر بيان بثه على الانترنت، أفادت مصادر أمنية وشهود بأن الانتحاري تسلل إلى وسط الجنود الذين كانوا يقفون على قارعة الطريق الرئيسي بجوار ملعب «22 مايو» في انتظار وسيلة نقل تقلهم إلى معسكرهم الواقع في مديرية «خور مكسر». وجاء الهجوم بعد غارات ليلية لطيران التحالف على مواقع مسلحي تنظيم «القاعدة» في محافظة لحج المجاورة، وذكرت مصادر محلية أن الغارات طاولت تجمعات للمسلحين في منطقة «الصماط» غرب مدينة الحوطة عاصمة لحج، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى لم يعرف عددهم. وأفادت مصادر المقاومة والجيش في محافظة تعز بأن الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح واصلوا قصف أحياء تعز في الجبهتين الغربية والشرقية، ويحاولون استعادة السيطرة على معسكر «اللواء 35 مدرع» في المطار القديم تحت غطاء من القصف المدفعي والصاروخي على أحياء المدينة. وأكد قائد المجلس العسكري في تعز العميد صادق سرحان أن ميليشيات المتمردين ارتكبت أكثر من 80 خرقاً منذ بدء الهدنة، وقال سرحان خلال تفقده أمس، جبهات القتال في المطار القديم واللواء 35 مدرع غرب تعز إن المتمردين لم يتركوا للهدنة أي مجال وبدأوا الاعتداءات والهجوم من اللحظة الأولى. من جهة أخرى، أفاد مصدر محلي بأن بلدة الوازعية باتت أشبه بمنطقة أشباح بعد نزوح المدنيين، واجتياح الحوثيين لأجزاء كبيرة منها. وأضاف أن 28 قرية تم تهجير أبنائها قسرياً من جانب الحوثيين، فيما بلغ عدد النازحين قرابة 5 آلاف أسرة، بينهم 35 ألف امرأة وطفل. وذكر مصدر آخر نقلاً عن قيادي في مقاومة تعز أن عدد المسلحين الحوثيين الموجودين في الوازعية يبلغ قرابة 2000 عنصر مدججين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فيما تستمر التعزيزات العسكرية بالمعدات الثقيلة في الوصول إلى الوازعية مثل الدبابات والعربات والمدافع من منطقة البرح ومعسكر خالد وجبل العرف. واتهمت المقاومة والجيش الوطني مسلحي الحوثيين وقوات صالح بارتكاب عشرات الخروقات للهدنة في صرواح غرب مأرب وفي مديرتي المتون والغيل في الجوف وفي جبهة نهم عند الأطراف الشمالية الشرقية لصنعاء، وفي جبهة بيحان وعسيلان في محافظة شبوة. وكشف الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام عن «تشكيل فرق ميدانية لمراقبة وقف إطلاق النار في ست محافظات هي: الجوف، مأرب، تعز، البيضاء، شبوة والضالع. وقال إن هذه اللجان يقابلها العدد نفسه من الجانب الحكومي.