بحضور عدد من الأدباء والمثقفين والإعلاميين يتقدمهم: الدكتور منصور الحازمي والأستاذ عبدالله الشهيل والدكتور سلطان القحطاني والدكتور إبراهيم الشتوي وغيرهم، أقام النادي الأدبي بالرياض يوم الإثنين الماضي محاضرة لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود بعنوان «السير الذاتية والعمل الروائي: تقاطع أم تفرد؟». أدار المحاضرة رئيس مجلس الإدارة الدكتور عبدالله الحيدري الذي رحب باسمه ونيابة عن أعضاء مجلس الإدارة بالمحاضر وشكره على موافقته بالمشاركة في الموسم الثقافي لهذا العام بالنادي. بعدها تناول الأمير سيف الإسلام في محاضرته الكتاب الأشهر في السيرة الذاتية ومنهم الدكتور طه حسين في كتابه «الأيام» وعباس محمود العقاد في كتابه «أنا» وفدوى طوقان في «رحلة جبلية» وغيرهم. وأضاف: أعتقد بأن السيرة الذاتية أو الترجمة الذاتية ضرب من ضروب الرواية والعمل الإبداعي الروائي وذلك إذا نحينا جانباً بعض ما يعلق في الأفهام من تداخل السيرة الذاتية بفنون الكتابة الأخرى، ومن ذلك أنها في بعض الأحيان تصبح تاريخاً تدوينياً، مبيناً أننا نفهم أن السيرة الذاتية معينها هو التاريخ الماضي لكن تلبس التاريخ للسيرة الذاتية يجعلها مجرد محكيات للماضي وصور لسالف الأيام. وقال: على كاتب السيرة أن يبتعد عن التاريخ ويعتمد على الذاكرة لخلق الأحداث وأن يظل عاجزاً عن استرجاع الذكريات ويلجأ إلى الخيال الذي قد يعد تشويهاً للتاريخ وتزويراً له عن السيرة الذاتية.. وكاتبها عليه أن يفهم أن المذكرات تختلف عن السيرة الذاتية؛ لأن مادتها أوسع مدى. وتوقف سموه عند السيرة الذاتية في المملكة العربية السعودية وتساءل: هل ندرجها في جنس الأعمال الأدبية الروائية أم أنها مجرد تراجم للذات أو للغير أو مذكرات تتحدث عما حدث في الماضي أو ربما تتوقع ما سيقع مستقبلاً، مبيناً أن ذلك يجب أن يضع له حدوداً فاصلة بين السيرة الذاتية والأجناس السردية القريبة منها، فالمذكرات مثلاً يتداخل مصطلحها مع السيرة الذاتية وهي شيء آخر. وختم سموه حديثه بملاحظة حول العلاقة بين السيرة الذاتية والرواية وهي أن كثيراً من كتاب السير الذاتية التي يدرجها البعض في جنس العمل الروائي تحاشوا في أعمالهم ذكر الكثير مما قد يصطدم بأعراف المجتمع وتقاليده حتى الخاطئ منها ومالوا إلى الجانب الأقل إشكالية مع المجتمع فهم في الحقيقة يعرفون أن هذا المجتمع هو هدفهم الأول عندما يطرحون أعمالهم الإبداعية في حضرته، ومن جهة أخرى يرغبون في إبقاء الكثير من جوانب حياتهم وحتى في اتجاهاتهم الفكرية وآرائهم المختلفة يريدون أن يبقوا كل هذا في غرفة مظلمة داخل النفس البشرية ذات الخزين المتعدد الأوجه من المشاعر والأحكام والاتجاهات. بعدها أتاح مدير المحاضرة المجال للمداخلات، وممن شارك: عبدالله الشهيل والدكتور إبراهيم الشتوي والدكتور سلطان القحطاني وميسون أبو بكر وإيمان المخيلد ومنصور العمرو وغيرهم. بعد ذلك تقدم رئيس مجلس الإدارة الدكتور عبدالله الحيدري بإهداء درع تذكارية من مجلس إدارة النادي لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود. من حضور الأمسية