صرح رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي امس السبت بأن الحكومة العراقية ماضية في برامج الاصلاح، وان العملية السياسية في العراق هي عملية بناء دولة من الكتل السياسية وابناء الشعب العراقي. من جهة اخرى، وافقت الحكومة العراقية من حيث المبدأ على إدخال مساعدات إغاثية لأهالي الفلوجة المحاصرين. وقال العبادي، في كلمة خلال احتفالية المجلس الاعلى الاسلامي في العراق امس بمناسبة ذكرى مقتل محمد باقر الحكيم: إن الشراكة السياسية في العراق اليوم هي في كيفية التنازل عن المكتسبات والمواقع من أجل انجاح التجربة السياسية، وهو تحد كبير علينا إصلاحه بأدوات تخرج عن الاطار المتاح، من خلال تلاقح الرؤى بين الكتل السياسية والاستفادة من تفكير ورؤى الآخر". وقال العبادي: إن "الحكومة العراقية ماضية في برامج الاصلاح والحد من الفوارق في الرواتب بين الدرجات العليا لكبار الموظفين والموظفين الآخرين للحد من حالة التفاوت الطبقي". وأضاف: إن التغيير الوزاري المرتقب في العراق، هو جزئية صغيرة في برنامج الاصلاح الشامل السياسي والمجتمعي ومحاربة الفساد، وتكريس مفهوم النزاهة في المجتمع. وأوضح العبادي: "لقد قدمت قائمة من الوزراء التكنوقراط الى البرلمان دون الاعلان عنها بعد تدقيقها بشكل مفصل من نواحي النزاهة والمساءلة والعدالة والقيد الجنائي، وكانت النتيجة سليمة بالكامل، لكننا فوجئنا بنشرها بوسائل الاعلام ومهاجمتها بشكل كبير، رغم انهم طاقات كبيرة في المجتمع". الفلوجة على صعيد آخر، كشف رئيس وفد الفلوجة الإغاثي المفاوض كمال رجا العيساوي، الجمعة، موافقة الحكومة المركزية من حيث المبدأ على إدخال مساعدات إغاثية لأهالي الفلوجة المحاصرين. وقال العيساوي في تصريح صحفي: إنه "ترأس وفد الفلوجة الإغاثي المفاوض والتقى بممثلي الحكومة المركزية، والأمن الوطني، في بغداد وتم التباحث معهم حول كيفية إدخال مساعدات إغاثية لأهالي الفلوجة". وأضاف العيساوي: إن "الحكومة المركزية وافقت من حيث المبدأ على إدخال مساعدات إغاثية إلى داخل الفلوجة من خلال جهات حيادية في داخل المدينة تتولى عملية استلام تلك المواد وتوزيعها على الأهالي"، موضحا أن "عملية إدخال المساعدات الإغاثية سوف تكون خلال الأيام القليلة المقبلة، وفي حال تم إيصال تلك المساعدات بصورة منتظمة سوف تكون هناك قوافل أخرى خلال الأيام القادمة". يذكر أن الأممالمتحدة قد طالبت بإنشاء ممر إنساني آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في الفلوجة، الذين يعانون من أوضاع إنسانية متردية نتيجة نقص المواد الغذائية والدواء في ظل سيطرة الإرهابيين على المدينة من جهة والطوق الأمني، الذي تفرضه القوات الحكومية من جهة أخرى. من جانبه، دعا نائب عراقي الى التعجيل بمعركة تحرير الفلوجة وانهاء معاناة الناس التي تفاقمت وأدت لوفيات بالجملة من الاطفال والنساء. وقال عضو مجلس النواب العراقي حامد المطلك لوكالة الانباء الاردنية: ان نحو 60 الف مدني يحتجزهم عناصر عصابة داعش رهائن عنده منذ سنتين ونصف السنة، وان حصار القوات الامنية الخارجي للمدنية منذ ثمانية اشهر ايضا زاد من معاناة المدنيين، وتسبب بوفاة المئات منهم. واضاف: ان مؤتمرا لابناء الفلوجة سيعقد اليوم الاحد وستكون لهم من خلاله رسالة للحكومة والمجتمع الدولي بأن الآلاف من المدنيين سيفقدون حياتهم بسبب معاناة الجوع الذي يعانون منه في الفلوجة.. مشيرا الى ان المؤتمر سيخاطب الجميع بالتدخل العسكري، على ان تراعى فيه قوانين حماية المدنيين اثناء العمليات العسكرية. وانتقد المطلك الذي يمثل الفلوجة في مجلس النواب عمليات القصف العشوائي الذي تتعرض له المدينة هذه الايام خلافا لدعوات اغاثة المدنيين بإلقاء الخبز عليهم عبر الطائرات. وقال: ان جريمة قصف المدفعية والطائرات العراقية لسوق الجمعة أول امس تسبب بقتل 15 مدنيا واصابة 25 آخرين بجروح جميعهم من المدنيين. وكانت عصابة داعش الارهابية بسطت سيطرتها على الفلوجة في 28 يناير 2013 قبل ان تسقط الموصل والرمادي وبلدات اخرى في 2014. مواجهة داعش ميدانيا، أعلن رئيس مجلس قضاء الخالدية بمحافظة الانبار العراقية علي داود، السبت، مقتل 17 عنصراً من تنظيم داعش وتدمير منصة لاطلاق الصواريخ تابعة للتنظيم بقصف لطيران التحالف الدولي شرقي مدينة الرمادي. وقال داود في حديث لموقع السومرية نيوز: إن "طيران التحالف الدولي وبالتنسيق مع قوات الجيش قصف احدى مضافات تنظيم داعش في منطقة كرطان التابعة لجزيرة الخالدية (23 كم شرق الرمادي)". وأضاف داود: إن "القصف أسفر عن تدمير المضافة وقتل 17 عنصراً من تنظيم داعش وتدمير منصة إطلاق صواريخ تابعة للتنظيم". ويسيطر تنظيم "داعش" على عدد من المناطق والقرى في جزيرة الخالدية شرقي مدينة الرمادي، فيما تتواصل القوات الأمنية بعملياتها العسكرية لتحرير تلك المناطق والقرى من تنظيم "داعش". كما أعلن مصدر أمني عراقي بمحافظة صلاح الدين امس أن تنظيم داعش شن الليلة قبل الماضية هجومين على منطقتي الفتحة وحقول علاس النفطية شمال وشمال شرقي تكريت. وقال المصدر: إن "اشتباكات ضارية دارت مع القوات الأمنية بعد أن نجح عدد من عناصر داعش في التسلل إلى بعض المواقع الأمامية في منطقة الفتحة". وأوضح أن الاشتباكات "انتهت صباح السبت بانسحاب عناصر داعش نحو قواعدهم في قضاء الحويجة، بعد أن أسهم الطيران العراقي في مهاجمة عدد من العجلات التي استخدمت في الهجوم".