منذ أن أبصرت عيني على هذه الحياة وبدأت أميز بين الكرة التي تركل بالقدم وبين الكرة الأرضية التي كان يستخدمها معلم الجغرافيا كوسيلة لمعرفة دول وقارات العالم لم أرَ الهلال بهذا الهوان وهذه الهشاشة والحال المتردي بمثل ماهو عليه الآن. والسبب يرجع إلى أن السياسة التي كان يتبعها رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد لم ترُق لمعظم الهلاليين، فهم يرَون أن المثالية لا تنفع في رياضتنا، فصاحب الصوت العالي هو الغالب وهو من تضع له اللجان والحكام ألف حساب في تطبيق قراراتها. فقام سموه بين لحظةٍ وعشاها وغيّر سياسته التي كان يحسد عليها ،وبدأ ينال من الحكام واللجان وكأنه يسعى لرضا الجماهير على حساب (الكاريزما) التي خلقها لنفسه وتحقق بفضل الله ثم بجهوده الكثير من الإنجازات الهلالية دون الحاجة لرفع الصوت. وبعد مداولات مع نفسي لم أجد مبرِّراً لخروج سموه وانتقاد الحكم بأي شكل من الأشكال أو اللجان العاملة، فالهلال مثله مثل الأندية يستفيد من الأخطاء التحكيمية أو يكون ضحية لقرار لجنة وأنا أهمس في أذن سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد، فالنادي (الجار) أتعلم كيف سقط فيما هو فيه الآن؟ حتى أصبح في غياهب التاريخ وأصبح بعيداً عن البطولات، لأن (رموزه) وجماهيره في ذلك الوقت يتهكّمون على الحكام واللجان وينتقصون من اللاعب الفلاني والنادي العلاني، حتى أنهم كانوا يطالبون في المباراة الواحدة بأربع ضربات جزاء، وكأنهم حوّلوا مبارياتهم لمباراة إذا سار الهلال على هذا النهج فحتماً سيكون مصيره مصير (جاره) فكان من المفترض أن يعالج الهلاليون بيتهم (المشروخ) بكل عقلانية وبعيداً عن الإعلام والتحكيم واللجان ودون التجريح أو التهكمكؤوس وأصبحنا لا نفرق بين الركلات الترجيحية وضربات الجزاء، فبدأ اللاعبون يخرجون من الملعب بعد الهزيمة بروح (النصر) وهم مرفوعو الرؤوس لأنهم وجدوا لهم (محاميا) يبرّر تخاذلهم ومستوياتهم الهزيلة بعد أن أوهموهم بأنهم مظلومون وأنهم خسروا، ضحية لقرارات ظالمة ،وظلوا على هذا الحال إلى يومنا الحالي ،وقد يكون إلى يوم يبعثون. فإذا سار الهلال على هذا النهج فحتماً سيكون مصيره مصير (جاره) فكان من المفترض أن يعالج الهلاليون بيتهم (المشروخ) بكل عقلانية وبعيداً عن الإعلام والتحكيم واللجان ودون التجريح أو التهكم لأنه مَن أخطأ متعمِّداً إذا لم يحاسب من اللجان فسيحاسب في يوم غير هذا اليوم ،ومطرف القحطاني أو غيره معرضون للخطأ والصواب وينطبق عليهم ماذكر سلفاً، ولكن أن يقوم سموه ويقتص من الحكام واللجان بنفسه، فهو لم نعتده من شخصية مثل شخصية الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي بدأ رؤساء الأندية يقتدون بسياسته في معالجة الأمور حتى أصبح مثلاً يُحتذى به حتى لدى من لا يروق لهم اللون الأزرق. وكان ودي أن يسأل رئيس نادي الهلال نفسه ماذا قدّم الهلال أمام التعاون ومن قبله نجران والفتح وهجر والأنصار ،فحال الهلال لم يكن في مباراة واحدة حتى نرمي بالتُّهم جزافاً هنا وهناك سواء على التحكيم أو اللجان ،فالخلل داخلي ويجب استئصال العلّة قبل تفاقمها، وفي الأمثال يقولون: إن التفاحة (الخربانه تخرِّب التفاح كلَّه)، فما قدمتُه ياصاحب السمو للفريدي وأسامة تشكر عليه، ولكن التمادي في ثنيهم عن قرارهم سينعكس سلباً على بقية اللاعبين الذين سوف يسعون نفس مسعاهم ،نعم هم لاعبون مهمون ،ولكن ليسوا بأكبر من الكيان. [email protected]