كشف ل "اليوم" استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة وأورام الرأس والرقبة وجراحات المجرى التنفسي بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة، الدكتور محمد القرني، أن المناطق الشمالية للمملكة بما فيها الجوف وسكاكا وتبوك وحفر الباطن تزيد فيها أورام الرأس والرقبة والغدة الدرقية، وتنتشر بنسبة أعلى من مناطق المملكة الأخرى، فيما تزداد أورام الرأس والرقبة وخصوصا أورام الفم واللسان اكثر في منطقة جازان وما جاورها من أي مناطق أخرى في المملكة، وتزداد أورام الحنجرة في المنطقة الغربية في المملكة، لأسباب مختلفة منها جغرافية وبيئية وتغير في المناخ وكل ذلك يوثر على نوعية الأمراض. وأضاف "القرني": بعض الأمراض مثل أمراض الفطريات في الأنف تزيد في الأماكن التي تكون فيها الرطوبة عالية في المناطق الساحلية، مشيراً إلى أن التدخين يؤثر بشكل كبير ومباشر على الرأس والرقبة، بما فيها الفم واللسان والحلق والرقبة والحبال الصوتية ومجرى التنفس والبلع، وقد يصل إلى مراحل خطيرة من الأورام، وهناك علاقة مباشرة تربط بين التدخين وأمراض الحنجرة، إضافة إلى تأثير المناخ، وكلما زادت الرطوبة زادت الأمراض خصوصاً فطريات الأنف، إضافة إلى وجود بعض أمراض الحساسية في مناطق معينة لعدم الاهتمام بنظافة المنزل ووجود المكيفات في المنزل بشكل كبير خصوصاً في المناطق الحارة، وكل هذه الأمور تزيد من نسبة التعرض للحساسية وفطريات الأنف. وأشار "القرني" إلى أن استخدام السماعات لفترات طويلة والتعرض للأصوات العالية وحوادث السيارات وكذلك تعرض العسكريين للأصوات العالية دون وجود حماية يتسبب في فقدان السمع. ولفت "القرني" إلى أن مادة "الشّمة" تؤثر بشكل مباشر في الإصابة بأورام خبيثة في الفم واللسان ومنطقة الأسنان، وتكون من 50 إلى 60% منها قاتلة، مشدداً على ان جميع المختصين والأطباء يحذرون من استخدامها ويطالبون بالتوقف عن استخدامها بشكل مباشر. يشار إلى أن المؤتمر الدولي العاشر للجمعية السعودية للأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق بجدة، الذي اختتمت جلساته مؤخراً بجدة، أوصى بتشجيع البحث العلمي لما له من دور في تقديم الخدمة الطبية للمرضى على أكمل وجه، وتشجيع التقنيات الجديدة في زراعة القوقعة والسماعات العظمية، وضرورة إرسال عدد من الكفاءات المتميزة للتخصص في مجالات معينة إلى مراكز عالمية لاكتساب ونقل المزيد من الخبرات، وأوصوا بزيادة التوعية بمسببات سرطان الفم والحنجرة، محذرين من أخطار "التدخين" و"الشمة" والتي تؤكد الدراسات احتواءها على مواد سامة ومسرطنة وتسبب سرطان الفم بدءاً من الشفاه ومروراً باللسان والبلعوم وانتهاء بالحنجرة. وأشار إلى أن نسبة عالية جداً من مرضى سرطان الفم كانوا يتعاطون هذه المادة، ودعوا إلى أهمية سرعة الكشف الطبي في حال حدوث التغير بالصوت في الأسابيع الثلاثة الأولى، أو في حال الصعوبة في إخراج الكلام تلافياً لحدوث الأورام لا قدر الله، وتجنب وجود أي أمراض خطيرة.