هي تلك العقدة الوهمية التي تساهم الكثير من الشركات في ترسيخها في وعينا، حتى أوهمتنا بأن الإبداع والتميز والإخلاص والجودة لا يكون لشبابنا حظ فيها..!! والإشكالية أن ذلك الوهم هو ما تشكل بالعدوى في واقع الكل. وحتى نكون منصفين ولا نحكم بالمجمل، فإن نسبة من العمالة الوافدة التي تأتي لبلادنا ليس لديهم الخبرة الكافية، وإنما يتعلمون من خلال التطبيق والممارسة في بلادنا. نطلب من شبابنا العطاء والإبداع والتميز والانضباط، وفي المقابل لا نعطيهم الثقة في أنفسهم ولا نقدم لهم العائد المادي المناسب! والأهم من كل ذلك لم يسهم التعليم في ترسيخ ثقافة احترام وتقدير العمل. في واقعنا خلل نعرفه ولا نعيه.. وإلا لما كان هناك في أمريكا وكندا والإمارات وغيرها شباب وشابات من ابنائنا وبناتنا أبدعوا وتميزوا وحصلوا على جوائز عالمية في مجالات علمية نادرة في الطب وغيره من العلوم، بل هم من أبدع في البحث والاكتشاف في أرقى وأعرق الجامعات والمستشفيات العالمية.. نحن في حاجة إلى أن نتخلى عن العقد والتعقيد والابتعاد عن البيروقراطية التي جعلت الإبداع هو ما لا نفكر على تشجيعه، حيث نجبر الشباب على دراسة تخصصات لا يميلون إليها ولا يرغبونها، وحتى ان تخرجوا وهم يحملون تخصصات معينة نضطرهم للعمل على مزاولة أعمال أخرى ليس لهم علاقه بها! وقد يكون ذلك من باب التشجيع الذي ينسخ التخصص ويهمش المعرفة، والدليل على ذلك ما تجده في بعض مستشفياتنا التي تدار من أطباء متخصصين في مجالات نادرة وليس لهم علاقة بروتين الإدارة ومسئولياتها.. ومن العقد التي تواجه شبابنا الذين يحملون شهادات جامعية وفي تخصصات مطلوبة، عقدة هي بالفعل تتجاوز عقدة الأجنبي، وهي عقدة سنوات الخبرة، علما بأن الجهات التي تحدد ذلك الشرط تعلم يقينا بعدم إمكانيته؛ لأنها قد تكون الجهة الوحيدة التي يمارس فيها ذلك التخصص! بينما هي من جانب آخر تستقدم أجانب لا يملكون الخبرة الكافية ويكتسبونها فقط من مزاولتهم لها في بيئتنا. العقدة التي نتحجج بها ليس سببها الأجنبي، وإنما مردها لمن لا يقدر شبابنا ولا يدفعهم ويحفزهم لتنحل كل عقدنا الوهمية، التي إن لم نخطط لتجاوزها؛ فسيكون شبابنا وشاباتنا العائدون من الابتعاث هم أكثر من يعانون منها!!