منذ أكثر من عقدين من الزمان وعرب الأحواز يعانون اضطهادا غير مسبوق من النظام الإيراني، هذا التطرف غير المفهوم في التعامل مع العرب ذوي الأكثرية الشيعية يثبت يوماً بعد يوم كيف تدير الدولة الفارسية سياساتها بمنطق الصراع الفارسي والعربي بعيداً عن الإسلام الذي جاء به النبي العربي محمد عليه الصلاة السلام والمذهبية التي تتلون بها. أحد التقارير المثيرة للقلق الصادر هذا الأسبوع عن محققية الأممالمتحدة في مجال حقوق الإنسان، والذي أيد تقارير دولية كثيرة حول إيران التي رفعت من معدل الإعدامات خلال العام الماضي وحده لتصل قرابة ألف مواطن إيراني، منهم شريحة كبيرة من الأطفال بين التاسعة والخامسة عشرة والذين يصنفون من قبل الحكومة الفارسية بأنهم مجرمون. مثل هذه الأرقام التي تم توثيقها مؤخراً حول الإعدامات والتعذيب وتجريم الأطفال ترفع المخاوف حول مصير العرب العزل في الأحواز، والذين دفع فاتورة وصمهم بالعار على أساس العرق العربي بعد أن سُلبت منهم أراضيهم وحقوقهم في الحياة الكريمة والتعليم ولقمة العيش. ارتفاع معدلات القتل والقمع والإعدامات من خلال الحرس الثوري والباسيج والأمن والخنافس (المأجورين العرب)، والاعتقالات السياسة، لا يمكن وصفها إلا بحلقة من مسلسل الظلم والاضطهاد لشعب مسلم أعزل لا يحصل على أي حقوق ولا يعامل إنسانياً ولا يمنح جزءا من حقوق اليهودي في أصفهان. انفصام سياسي تمارسه الحكومة الإيرانية التي دفعت بمأجورين لاقتحام السفارة السعودية بعد إعدام جنائي لأحد المتطرفين في السعودية التي أعلنت منذ سنوات بوضوح حرباً ضد الإرهاب والتطرف غالبيتهم العظمى من العرب، بينما يعدم الفرس المئات من الأطفال والمظلومين على أساس عرقي في الأحواز وغيرها من المناطق التي تعاني من التجويع والإذلال. منذ العام 1925م - في عهد رضا شاه بهلوي - والأحواز يئن من أبشع صور الاحتلال وسط صمت غربي مريع، تكلل بموافقة المؤرخين الأمريكيين على تسمية الخليح العربي بالفارسي في خرائطهم - عكس ما كان في أوروبا التي كانت وصية على الإقليم - بينما يعيش العرب على جانبي الخليج (الأحواز شرقه ودول الخليج العربية غربه). وحينما عمَّت كثيرا من دول المنطقة رياح الربيع العربي تظاهر العرب الأحواز مطالبين بشيء من حقوقهم، لكنهم لم يجدوا موقفاً حازماً من الغرب حالهم في ذلك من حال السوريين الذين يساهم الإيرانيون وعملاؤهم في الدول العربية في قتلهم باسم الإسلام أو الطائفية أو الانتصار للعرق الفارسي. ومنذ احتلال الأحواز فرض على السكان العرب الحكم العسكري وإسقاط الحقوق السياسية، وقمع التجمعات، واقتطاع أجزاء من الإقليم وضمها للمحافظات الفارسية، وطمس الهوية العربية للأحواز واستبدال أسمائها بأسماء فارسية، وتهجير عرب الأحواز الى مدن فارسية ثم إحلال أسر فارسية محلها، مع مصادرة أراضيهم وأملاكهم. ومع أن إقليم الأحواز أغنى الأقاليم بالنفط والغاز الذي تذهب أمواله لقتل العرب في سوريا والعراق سيطر الفرس على وظائف النفط وحرم العرب منها ومن تسجيل ملكية مزارعهم، فضلاً عن تحويل نهر الكرخة وجداوله لنهر الدز، وتحويل مياه كارون للمحافظات الفارسية قبل دخوله لأراضي الأحواز لإجبارهم على النزوح وإحلال الأسر الفارسية فيها إضافة إلى مقاطعة الفرس للتجار والباعة العرب. وبينما تتولى الاستخبارات الإيرانية التنكيل ونشر الفتن والدسائس بين العشائر العربية فضلاً عن تنفيذ الإعدامات السياسية، تظهر إيران منزعجة لتنفيذ حكم الإعدام جنائياً بحق مجرمين مارسوا العنف وحمل السلاح وإطلاق النيران على رجال الأمن وغيرهم دون مبرر أو خيانة بلدهم الذي منحهم المناصب العليا وابتعث أبناءهم ولم يتعامل معهم بمنظور مختلف عن غيرهم.