تتحول أجواء الساحل الشرقي، خلال اليومين القادمين، إلى البرودة النسبية، حيث تتراجع الحرارة بين 7 و10 درجات للصغرى في المتوسط العام، وتسجل أقل مستوياتها في مثل هذه الفترة من الموسم، متوقعا ان تبلغ بداية العشرينات نهارا و15 ليلا، بعد ارتفاع ملحوظ في الايام الماضية، استمر حتى يوم امس الاول، في حين يساعد تدني الرطوبة في الاحساس المباشر بالمتغيرات الجوية خلال نهاية هذا الاسبوع، وسوف يلحظ ذلك اعتبارا من يوم غدٍ الخميس ان شاء الله، كما تشهد المناطق الشمالية والوسطى انخفاضا مماثلا، وذلك بسبب جبهة هوائية مندفعة من الاطراف الشمالية، وامتداد المنخفض الخماسيني الذي يشمل تأثيره دول شرق البحر الابيض المتوسط، فيما تكون حالة الطقس غير مستقرة في شمال الشرقية، ومناطق الرياض والقصيم وحائل والجوف، مع استمرار فرص هطول امطار متفرقة بمشيئة الله تعالى على بعض الاجزاء من جنوب منطقة الخليج العربي، ووسط وجنوب المملكة تكون رعدية احيانا، وتشهد معظم مناطق المملكة حاليا اجواءً مضطربة، حيث تنشط الرياح الشمالية الغربية ومتقلبة الاتجاه، مثيرة للأتربة والغبار في مساحات واسعة، كما تؤدي الى تدنٍ في مدى الرؤية الافقية احيانا، وبخاصة في الطرق البرية والاماكن المكشوفة. وفي سياق متصل، يشير مختصون في متابعة الانواء الى ان هذه الايام تماثل الفترة الزمنية المصادفة لما يُعرف ب(برد العجوز أو باع الخبل عباته)، ويتكرر خلالها عادةً موجات برد مباغتة، في بداية منزلة (سعد السعود)، وقد تستمر بضعة ايام على نحوٍ غير مستقر، في حين ترصد المؤشرات تراجعا كبيرا في درجات الحرارة، متوقعا ان تميل الاجواء لبرودة نسبية، في ظل معطيات العوامل الجوية المساعدة، التي تشمل سرعة ونشاط حركة الرياح الشمالية وانخفاض معدل الرطوبة، بالإضافة الى انه من المعتاد ان يعقب هطول المطر تراجع في مستوى الحرارة، وسوف تحدث ايضا فروقات كبيرة في الحرارة بين الليل والنهار، تصل الى 10 و15 درجة، وطبقا للفلكيين فإن فصل الربيع مختلف في طبيعة الطقس ومتغير باستمرار، وخاصة في حالات عدم الاستقرار الجوي وعصف الرياح الغبارية، فيما تحدث فصول السنة نتيجة لميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس، فتختلف زاوية سقوط أشعة الشمس على المكان الواحد من الأرض بين شهر وآخر، بتأثير في اختلاف درجات الحرارة والأحوال المناخية، ويتميز الفصل الحالي بعنف التقلبات الجوية متزامنة مع تعامد اشعة الشمس على خط الاستواء في توقيت الاعتدال الربيعي. من جهته، يوضح الباحث سلمان آل رمضان، المختص في المناخ والفلك، ان اليوم يوافق مرحلة بداية طالع سعد السعود، ويُعرف بالعقرب الثالثة أو مربعانية آخر الشتاء، وايضا يسمى (عقرب الدسم) دلالة على الربيع، فهي أول نجومه باعتبار أن شهر مارس هو أول شهور الربيع، يظهر في ثلاثة نجوم خافتة، مشيرا الى احتمال مصادفة البرودة النسبية نهاية هذا الاسبوع بإذن الله، وبالتالي تعود الذاكرة مجددا في هذا الموقف الى قصص التراث الفلكي قديما، حين تم تقسيم زمن الانواء بمختصر يرصد الحالة الجوية ويقدّم تجربة الخبرة، كما هو في مقولة (باع الخبل عباته)، التي ترمز الى متغير الطقس بشكل مفاجئ، في ايام تنكسر خلالها حدّة الحر وتنخفض درجات الحرارة، وان كان السائد في هذا الطالع كثرة العواصف متفاوتةً على فترات، في انتظار الاعتدال الربيعي، ومن ثم العد التنازلي لطول النهار ونقص زمن الليل، كما انه مع طلوع هذا النجم تنبت الأعشاب والزهور البريّة ويورق الشجر. وأضاف: إن بوادر الامطار تكون مستمرة بفرص قادمة بمشيئة الله تعالى، وتزداد في الارجح عند نهاية شهر مارس الجاري، وفقا الى بعض المؤشرات، دون ان يعني ذلك تأكيدا لما هي عليه الامطار من صعوبة التنبؤ مسبقا فقد تهطل او تتخلف، والله اعلم.