تكون السماء صافية اليوم الخميس، ويستمر الطقس باردا في معظم مناطق المملكة، خاصة في ساعات الليل والصباح الباكر، حيث تسجل درجات الحرارة بالمنطقة الشرقية النسب المعتادة في مثل هذه الفترة من العام، مع ارتفاع طفيف خلال الفترات النهارية، حيث تبلغ بداية العشرينات متصاعدة حتى الأحد المقبل. فيما تنخفض الحرارة مجددا عند منتصف الأسبوع المقبل، بينما تواصل الرطوبة النسبية زيادة ملحوظة هذه الأيام، مع هبوب الرياح باتجاهات شمالية تشتد سرعتها خلال 72 ساعة بإذن الله تعالى، تثير الأتربة والغبار في بعض المواقع المكشوفة، مما تؤدي إلى تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية خاصة على الطرق البرية وارتفاع كبير في أمواج البحر. في حين تشير التوقعات إلى أن الفترة المتداخلة مع اقتراب فصل الربيع سوف تكون مغايرة لما سبق بالمواسم الماضية، وذلك في تراجع عصف الرياح الغبارية. ويؤكد مختصو الطقس أن الأجواء سوف تكون مستقرة بغير المعتاد في النقلة بين الفصلين، حيث ساعدت الأمطار المتتابعة بفترة الوسم وخلال الشهرين الماضيين على تماسك التربة، الذي يؤدي إلى تراجع في الحالات الغبارية، ومستويات أخف من الأتربة المثارة، التي تندفع عادةً من الأراضي العراقية. فيما يُتوقع أن يتسم الطقس في الأواخر من شهر فبراير الجاري بالدفء غالبا، وارتفاع درجات الحرارة نهارا، وتراجع في مستوى البرودة، وخاصة في منطقة الخليج بسبب الرطوبة، إضافة إلى بداية تقدم النهار على حساب ساعات الليل، وهنا دور أشعة الشمس في هذه المرحلة الفصلية، المتكررة سنويا في مثل هذا الوقت. وبطبيعة الحال، فإنه يُتوقع المرور بفترات اقل حدّة، وبعض البرودة التي تمتد إلى موسم الربيع، وتعرف منذ القديم في تنبيهات مأثورة بمواسم مباغتة منها، (برد العجوز) تستمر سبعة أيام، التي يودّع الشتاء بها أيامه الأخيرة. وفي سياق متصل، يوضح الباحث العلمي المختص بالمناخ والفلك عبدالعزيز الشمري أن التفاوت في مستوى البرودة خلال هذه الأيام بسبب المنخفضات خاصة المتوسطية، متداخلةً مع المرتفع السيبيري، فيحدث الاختلاف في درجات الحرارة، ولذلك علاقة بما يصاحب الحالة من تيارات هوائية ومدى قوتها وفقا إلى المصدر المسبّب، الذي ينعكس على حركة الرياح والرطوبة وبالتالي الضغط الجوي. وأضاف: تؤثر المنخفضات المتجهة شرقا على حجب الرياح الشمالية، وتكون بمثابة حاجز مؤقت ينعكس بالدفء في بعض المناطق، وعند انحسار هذه المؤثرات يعود البرد من جديد بشكل طبيعي، في الاتجاه من الشمال إلى الجنوب بدرجة أقل من مرحلة الموجات القارسة. كما يستمر فصل الشتاء حتى موعد الاعتدال الربيعي في 21 مارس المقبل، متوقعا أن يغلب المرتفع السيبيري في السيطرة على الأجواء خلال هذه الفترة، مع احتمالات ما قد تستجد بين وقت وآخر، وهو حال الطقس المتقلب عادة خاصة بالفترة التي تسبق قدوم الربيع. ويستطرد الفلكي الشمري بقوله: إن حالات عدم الاستقرار الربيعية يتوقع أن تتقدم تدريجيا في نهاية الشهر الجاري، وتكون واضحة بشكل أكبر في شهر مارس إن شاء الله، مصحوبة باندفاع تيارات هوائية نشطة. فيما لا تبدو الفترة القريبة ممطرة حتى نهاية فبراير، ثم تتهيأ الظروف بمشيئة الله تعالى خلال فصل الربيع، وذلك في التنبؤات المبدئية وليس تأكيدا؛ نظرا لما هو عليه عنصر المطر من صعوبة في التوقعات على المدى البعيد، آخذا في الاعتبار أن طقس المملكة متغير وليس مجالا للتطابق؛ لأن الاختلاف وارد في طبيعة المناخ الصحراوي عادةً، الذي لا يستقر أو يتشابه مكررا في جميع العناصر الجوية. والاستثناء لا يمكن الأخذ به في التقديرات على نحوٍ تقريبي في تحديد الأنواء والفصول، ومن ذلك توقع الموجات الباردة في موسم العقارب، منها أيام تسمى (برد العجوز) و(بياع الخبل عباته)، وفيها دلالة وتنبيه على أن البرد لم ينته. من جهتها، تتوقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، في تقريرها لحالة الطقس اليوم الخميس أن تنشط الرياح الشرقية مثيرة للأتربة والغبار مع انخفاض طفيف في درجات الحرارة الصغرى على طول القطاع الغربي، خاصة مناطق مكةالمكرمة والمدينة المنورة والأجزاء الداخلية من جنوب غرب المملكة. فيما تنشط الرياح الشمالية مثيرة للأتربة والغبار على مناطق شرق المملكة، وتكون السماء صحوة بوجه عام في معظم الأنحاء، وغائمة جزئياً على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية، وفي البحر الأحمر تكون الرياح السطحية شمالية شرقية على الجزأين الشمالي والأوسط وجنوبية إلى جنوبية غربية على الجزء الجنوبي بسرعة 15-38 كيلو مترا في الساعة وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف. وحالة البحر متوسط الموج، وفي الخليج العربي الرياح السطحية من شمالية إلى شمالية غربية بسرعة 20-40 كيلومترا في الساعة وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف وحالة البحر، متوسط الموج.