هدأت الأنفس بعد فوز القارة الأوروبية برئاسة الفيفا، وأعيد الإرث لأصحابه، وذلك بسبب الخبرة الأوروبية في التعامل مع هذا الملف المعقد الذي يشكل بالنسبة لهم أمراً مهماً للغاية لا يمكن التنازل عنه بسهولة لصالح آخرين، لا سيما وعلاقتهم التاريخية والاستثمارية مع القارات الأخرى باستثناء آسيا التي تحاول جاهدة خطف مقعد رئاسة الفيفا من خلال المحاولات المتمثلة في شخصية بن همام وعلي بن الحسين وسلمان بن إبراهيم، لا غرابة في فوز انفاتينو ( سكرتير عام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم) بل لا غرابة في عدم انتقال الفيفا من سويسرا أيضا. لماذا ترشح سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي وهو يعرف أن علي بن الحسين سيترشح؟ أعتقد أن سلمان بن إبراهيم كما يقال ثبتها (الثالثة ثابتة)، فعلى قارة آسيا السعي لتطوير رياضة كرة القدم بدلا من منافسة الآخرين في الفيفا. كيف لقارة آسيا أن تسعى للفيفا وهم غير قادرين على توحيد جهودهم نحو مرشح واحد. لقد صوت الاتحاد الآسيوي ومعظم العرب أيضا إلى بلاتر في الانتخابات الماضية ضد على بن الحسين؟. بعض الاتحادات العربية للعلم كانوا منصفين منحوا أصواتهم حسب توقعاتهم وقراءتهم للأحداث المتسارعة داخل أروقة الفيفا. ولا تزال تداعيات تلك الانتخابات مستمرة حتى الآن، ويبدو أنها لن تتوقف قريبا. لقد نجح بلاتر في بقاء رئاسة الفيفا في بيتها الجميل، كما نجح أحمد الفهد في إقناع سلمان بن ابراهيم للترشح للفيفا، مع علمه أن معركتة خاسرة؟ حتى وإن (تعرض للخيانة من دول شرق آسيا، كما يقال) ، لقد تفضل الفهد "بتهنئة صديقه انفانتينو" "كما يسميه شخصيا" وأثنى "بأنه شغوف بكرة القدم، ويمكن أن يتأكد من دعمي الكامل له في المرحلة المقبلة" إن كان كذلك فلماذا شجع بن إبراهيم للترشح؟ كما شجعه ودعمه للاتحاد الآسيوي ؟ ولماذا لم يقترح على بن الحسين بعدم الترشح؟ فهل أحمد الفهد يعمل على تأهيل نفسه لرئاسة الفيفا من خلال البالونات الاختبارية مثلما تربع على العديد من المناصب الرياضية الآسيوية. وبنظرة ثاقبة، فإن الفوز برئاسة الفيفا يعتمد على خبرة المرشح في الأمانة العامة، لا يمكن أن تشغل رئاسة الفيفا من بيئة خارجية. فتاريخ الفيفا يؤكد ذلك من خلال مراحل الانتخابات، خصوصا عندما تفرض الطبيعة التغيير نفسها، لقد فاز انفانتينوا بعد استقالة بلاتر بسبب ضغط فضائح الفساد، كما رحل ستانلي روس بسبب تأمره ضد كرة القدم اللاتينية، وفاز هافلانج معتمدا على السخط الذي كان يملأ معظم الاتحادات القارية تجاه الاتحادات الأوروبية. وقد أسس هافيلانج آلية الفساد الذي اضطر أن يتخلى من المنصب بسببها. وتم تسيلمها إلى بلاتر، وهكذا استمرت دورة فساد الفيفا التي أساء فيها بلاتر إلى تاريخ بن همام في الفترة السابقة، وهكذا وقع بلاتر بسبب لعنة محمد بن همام.