ما زال المسؤولون الإيرانيون يمارسون الخديعة والاستخفاف بالعقول بطريقة فجة لا تنم سوى على عدم استيعابهم لحقيقة واقعهم المتردي الذي أوجدوا أنفسهم فيه، وتصريح حميد طهرانفار نائب محافظ البنك المركزي الإيراني بأنه «لا تزال هناك فوبيا الخوف من إيران في القطاع المصرفي وهو ما نحاول التغلب عليه» دليل على ذلك. طهرانفار نسي أن كافة الفروع الخارجية للمصارف الإيرانية ادينت بتمويل الإرهاب عن طريق تعاملاتها مع شركات واجهة للحرس الثوري وأخرى واجهة لجهاز الاستخبارات الإيراني الذي لا هم لهما سوى اشعال المنطقة عن بكرتها ليتسنى لملالي طهران بسط نفوذهم السقيم الذي لن يتعدى مخيلاتهم. كما ونسي فأر طهران طهرانفار أن كافة المصارف الأجنبية التي سمحت لنفسها بالتعامل مع إيران ومصارفها ضاربة عرض الحائط بكافة القرارات الدولية التي تمنع ذلك بل وتجرمه، أقول نسي أنها كلها وبلا استثناء تعرضت لغرامات مالية عصفت بملاءتها المالية واضطر معظمها لضخ مزيد من الأموال حتى يتسنى لها الاستمرار في أعمالها، وبعضها كتب اقرارات بسوء ما قام به. فعن أي فوبيا يتكلم هذا المسؤول المالي؟ المصارف الإيرانية الأسوأ على مستوى العالم برمته في معدلات القروض المتعثرة في مؤشر واضح على عمق الفساد المالي الذي يعانيه ويترنح منه الاقتصاد الإيراني، فساد أودى بأهم قطاع في الاقتصاد، فساد يدعي طهرانفار انه مجرد فوبيا. الحقيقة أن الفوبيا في عقله، ولن يتعامل مع مصارف إيران من يملك ذرة عقل، أما أصدقاء الماضي من المصارف الدولية فلن يجرؤ أحد منهم على معاودة التحالف مع ملالي طهران وتحت أي مسوغ، فلا هم يتحملون أي غرامة مالية نتاج مغامرة أخرى ولا هم في موضع يسمح لهم بأخذ أي مخاطر أخرى في هذا الصدد. الشر الإيراني ليس فوبيا بل حقيقة عانى العالم برمته منه؛ شر سفك من دماء الأبرياء ما لا يعد ولا يحصى، شر لم يعد أحد يتحمله، كما ويتنصل منه كل حلفاء الماضي الأسود الذين ارتضوا لأنفسهم التحالف معه. المصارف الدولية سبق لها أن تعاملت مع النظام المجرم في طهران تحت مسوغات عديدة، واهية كلها بلا استثناء. ستاندرد تشارترد، اتش اس بي سي، بنك طوكيو مارين، بي ان بي باريبا، وغيرها الكثير ممن تحالف في الماضي حتى أن بعضها منفردا مرر عمليات تفوق ال250 مليار دولار لصالح ملالي طهران، وبعضها الآخر قدم دورات تدريبية في كيفية اختراق العقوبات المالية الدولية. ماضٍ ما زالت آثاره السلبية شاهدة على سوء النية والفعل، ولن ينساه من حرق بنيران الإرهاب الإيراني الأثيم. لم تكن للفتن التي تعصف بالمنطقة أن تنطلق لولا إرهاب المصارف الإيرانية وحلفائها من المصارف الأجنبية التي مولت ودجنت العناصر الإرهابية بالمال القذر، والتي غطت على شركات واجهة للحرس الثوري الإيراني وجهاز استخباراتها الوضيع. المسألة ليست فوبيا بل وقائع مثبتة بالأدلة القطعية وباعترافات لا مجال لأن ينكرها مسؤولو طهران أو غيرهم ممن يحاول طمس الحقيقة والتقليل من وطأتها. ان توصيف الامتناع عن التعامل المصرفي الدولي مع نظام إيران بالفوبيا من قبل المسؤولين الإيرانيين ليس سوى دليل على استمرار النظام الإيراني في سياساته الرعناء والإرهابية تجاه العالم. والعالم كله لن يصمت على هذه السياسة ولن ينجرف خلفها مهما كانت المغريات المادية التي يقدمها الملالي. وعقارب الساعة تشير إلى حقبة زمنية ينقرض معها الإرهاب في المنطقة والعالم. ورعد الشمال سمع دويه أهل الشرق والغرب، لا مجال سوى للعدالة أن تتحقق.