دعوة وزير خارجية ايران للولايات المتحدةالأمريكية بتقديم تطمينات للمصارف الأوروبية بعدم التعرض حال تعاملت مع حكومته لا تدعو سوى الى السخرية. ولا شك ان المصارف التي ستتعامل مع ايران في المستقبل لن تختلف عن المصارف التي تعاملت معها في الماضي، والتي قامت بغسل اموال وتمرير عمليات مالية للحكومة الإيرانية لتمويل شركات مشبوهة ثبت قيامها بتمويل عناصر ارهابية في المنطقة والعالم. والتي قامت بتدريب المسؤولين الإيرانيين على كيفية تمرير عمليات تكسر العقوبات الدولية دون ان تكتشفها اجهزة الرقابة في العالم. والتي قامت بدور البنك المركزي لعدد من الحكومات الإرهابية المتورطة في اثارة الفوضى في المنطقة. مصارف عجيبة بكل ما تعنيه الكلمة، قام مسؤولوها بتمويل كل جريمة تخطر على قلب بشر، ولم يحاسب فرد واحد على شيء، وأقصى مبلغ العقوبة الدفع للاستقالة أو تغيير مسمى وظيفة المدان، وفي كثير من الحالات يعود المسؤول المصرفي المجبور على الاستقالة للعمل كمستشار لنفس المصرف. وشر البلية ما يضحك فعلا. معدلات القروض المتعثرة (الفاسدة) في مصارف ايران الأعلى بين مصارف العالم كلة. نسبة تتجاوز ال50%، وهذا لا يوجد الا في ايران، وهذا السبق في الفساد المالي يجير للملالي الذين لا يحاسبون على شيء. مصارف ايران وواقعها دليل ومؤشر على انه ناك من يمارس السرقة في وضح النهار دونما حسيب او رقيب. واقع متردٍ لا يدل الا على وضاعة القائمين على انظمة الدولة الإيرانية. اما على الصعيد التقني، فلا شك ان انشغال وزير الاتصالات والتقنية في حكومة ايران بمحاولة رصد صوت المهدي (كما ذكر هو وفي اكثر من مناسبة وعلى الملأ) ليأخذ الإيرانيون التوجيهات من المهدي مباشرة، حال دون تقدم مصارف الدولة الإيرانية تقنيا. الحقيقة ان الواقع المتردي لمصارف ايران أدى مع غيره من السياسات الحكومية الإيرانية، لتكون العملة الإيرانية الأكثر انخفاضا في فترة زمنية لا تتجاوز الأشهر من الحرب العالمية الثانية، انخفاض تجاوز 75% في ظرف أشهر، انخفاض يعكس سوء ادارة الاقتصاد، وسوء تدبير السياسة الداخلية والخارجية. واقع يعكس نتائج بعثرة اموال الشعب على المنظمات الإرهابية والإجرامية والتخريب وإثارة الفتن الطائفية والنعرات التاريخية وغيرها من الخزعبلات. دعوة وزير خارجية ايران للولايات المتحدة بتقديم ضمانات لمصارف الاتحاد الأوربي في حال تعامله معهم ليست سوى رد جميل لحلفاء الشر الإيراني الذين لولاهم لما استطاعت ايران نشر ارهابها وتمويله وتدجينه. المصارف الأوربية مدانة وكثير منها اعترف كتابيا بجريمة تمويل الإرهاب والتغطية على العمليات المالية الإرهابية لنظام أتباع الخميني. وعلى الدول التي تأثرت في الماضي من الإرهاب الإيراني ان تراقب وعن كثب نشاط فروع المصارف الأوربية في بلادها وغيرها من المصارف المدانة في بلدانها. فسيادة الدول يجب الا تنتهكها مصالح مصرفية أو اقتصادية أو غير ذلك. لا بد من التعامل مع من سبق له الانغماس في الجريمة بحذر، وخصوصا ان القائمين على هذه المصارف هم انفسهم لم يتغير منهم أحد الا من مات، اما من دفع للاستقالة فيلاحظ انه عاد كمستشار في عملية اشبه بالحركات البهلوانية التي لا تثير الضحك بل تثير الاشمئزاز. بسط سيادة الدول على اراضيها حتمي، والا فستكون النتائج وخيمة، فهيهات ان يطهر الخنزير من رشة ماء. شر ملالي ايران لن ينتهي لأنه يقوم قائم عليه. شر سيأكل نفسه ليكون رمادا تذروه الرياح، شر لن ينطلي على بلادنا، ولن يضرنا قيد أنملة.