من يقرأ التاريخ لا بد أن تتضح له حقائق أرادها الله سبحانه وتعالى حتى أصبحت واقعاً نعيشه على أرض جزيرة العرب، فمنذ عام 1158ه وبدء نشأة الدولة السعودية الأولى ثم تلتها الثانية (عهد فيصل بن تركي) والثالثة التي توجت بتوحيدها منذ فتح الرياض عام 1319ه بقيادة الإمام سلطان نجد وملك الحجاز وملحقاتها ملك المملكة العربية السعودية عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، ومع كل الأحداث والحروب ومطامع الشرق والغرب إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يستمر هذا الخير العميم وأن لا تنقطع السبل لأداء الحج والعمرة وأن ينعم أبناء الجزيرة بالأمن والاستقرار ورغد العيش حتى أصبحنا مثالاً يحتذى بتمسكنا بعقيدتنا وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهي الميثاق والعلم المرفوع طوال فترات ومراحل هذه الدولة المباركة. ولأن أعداء هذه الأمة الإسلامية المتمسكة بعقيدتها وسنة نبيها وصحابته -رضوان الله عليهم- يريدون أن يدمروا هذه البلاد بعقائدهم وخزعبلاتهم الفاسدة لذا نصبوا العداء لنا شرقاً وجنوباً وشمالاً وكان لهم من أنصارهم من يعلم ومن لا يعلم من دول الغرب والشرق ولكن رحمة الله سبحانه وتعالى وإرادته لا بد أن تنفذ. وبحمد الله قيض لنا هذا القائد الذي عركته السنون وزادته خبرة وحرصاً على أن أمن هذه البلاد لا نقاش فيه، ولولا لطف الله سبحانه وتعالى وهذه القيادة الرشيدة لربما حصل لنا ما لا تحمد عاقبته، لذا أدرك سلمان ومعه ولي عهده وولي ولي عهده وقياداته الواعية أن الأمر خطير وأن البلاد معرضة لاعتداء حيك له منذ سنوات ولكن الله سبحانه وتعالى لهم بالمرصاد، فنهض سلمان ومعه جنوده وقادته نهضة رجل واحد؛ ليقف أمام هذا المد الرافضي وليعطي درساً لكل البشرية بأن سلمان ومعه شعبه شيباً وشباباً رجل واحد يكافح عن عقيدته ووطنه ويفديه بكل غالٍ، وهل هناك أغلى من الروح ونحن نشاهد أبناءنا يقاتلون في الشمال والجنوب بقلوب مؤمنة وحماية للحرمين الشريفين وأرضنا الغالية. إن ما قام به سلمان الخير حقاً هو دولة سعودية رابعة وحلقة في درر التاريخ تسجل له ولقياداته أن الوطن مهما أصابه من أزمات فإن الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت لا بد أن تؤتي أكلها ثابتا وطيبا، فها هو قائدنا أعاد بحمد الله الثقة والاطمئنان لشعبه بأن بلادكم لن يصيبها ما أصاب غيرها والشاهد على ذلك ما زاد من كل الجهات من حروب وقتل ومصائب ونحن بحمد الله نعيش هذا الأمن والاطمئنان في ديارنا ومنازلنا وأسواقنا. ونعلم أن هذه الحروب التي خاضها سلمان -حفظه الله- ما هي إلا إعادة تاريخ مجيد لهذه الدولة وأن العطاء مستمر وأن الأمن رغم أنف كل حاقد سوف يستمر. نعلم ذلك ونعلم الحمل الثقيل على كاهل قائد هذه البلاد ولكنه بحمد الله الجبل الراسخ الذي لا تهمه العواصف المحملة بالحقد والحسد والشر، هي صورة صادقة نضعها أمام أعيننا لولا لطف الله كيف يكون وضعنا أمام هذه الجحافل المدمرة والتي أوقفها سلمان ورجاله بقوة من الله سبحانه وتعالى ثم بالعزيمة والإصرار وتكاتف شعبه معه. فشكراً يا خادم الحرمين الشريفين وحفظك الله ورجالك من كل مكروه.