يبدو ان العملية الامنية والعسكرية المتواصلة في بن قردان التونسية لن تنتهي قريبا، حسب المعطيات المتوفرة، اذ تواصل القوات العسكرية الامنية المشتركة، منذ الاثنين الماضي، حملة امنية واسعة على الخلايا الارهابية ومخازن السلاح التابعة لهم. وفي اعترافات مثيرة، كشف الارهابي لزهر الباقوري في اعترافاته الأولية لدى مركز الحرس الحدودي ان وحدات الحرس الوطني كانت هي المستهدفة الاولى، لانها المرتكز الأول على الساتر الترابي الفاصل بين ليبيا وتونس، اما الخطة فكانت تقضي بافتكاك الأسلحة الهامة والذخيرة التي كانت بحوزتهم إلى جانب القضاء على العدد الاكبر منهم، لأن انهيار مركز الحرس الحدودي يمكنهم من السيطرة على الحدود وفصلها يسّهل مهمة 55 داعشيًا كانوا ينتظرون نقطة الصفر لدخول التراب التونسي، غير ان مخططهم باء بالفشل، لسرعة تدخل الوحدات الحدودية، ويقظة الحرس البحري إلى جانب سرعة تدخل الحرس الحدودي في التصدي لهم، ما أدخل الارتباك على العناصر التي حاولت تنفيذ المخطط وجعل بعضهم يتراجع لتبقى الاشتباكات متواصلة بين نحو 30 عنصرًا إرهابيًا وأعوان الحرس الوطني الذين وجهوا تنبيهًا عاجًلا إلى ثكنة الجيش الوطني، مما أحبط أكبر مخطط كان يستهدف تونس. وبخصوص مخازن الأسلحة الضخمة التي تم العثور عليها في بن قردان، قال لزهر الباقوري مهندس عملية إدخال الأسلحة وتهريبها وإخفائها في المخازن: ان المخازن الخمسة تمت تخبئتها تحت الأرض في حفر وآبار داخل أكياس بلاستيكية حتى لا تتلف، وحتى تكون جاهزة لساعة الصفر وتنفيذ "غزوة بن قردان"، كما وجدت في المخازن أحزمة ناسفة، متابعا: إن المخازن احتوت على نحو 20 ألف رصاصة إلى جانب مسدسات كاتمة للصوت وعدد من الكلاشنيكوف وكانت المسدسات الكاتمة للصوت من أجل تنفيذ اغتيالات كبرى لعديد الأسماء التي تم ضبطها، كما تم العثور في المخازن على مواد تفجيرية (T.N.T) إلى جانب صواعق وفتيل متفجرات ورشاشات، وأيضًا قذائف هاون وأسلحة مضادة للدبابات والطائرات إلى جانب الآر بي جي. وفي تصريح لصحيفة اليوم، صرح السيد محمد الزواري الناشط السياسي في حركة التيار الشعبي والمتواجد على عين المكان ببن قردان، ان الحالة تتحسن من يوم الى يوم بالمدينة، وان الحركة بدأت بالعودة تدريجيا لطبيعتها، خاصة بعد يوم الامس الذي تم فيه دفن ضحايا العملية الارهابية في موكب دفن ضخم ضم كل اهالي المدينة، كما اكد أنه تم التعرف إلى الآن على هويات 22 جثة لمتشددين كلهم تونسيون، وقال: ان عمليات التمشيط ما زالت جارية في محيط المدينة وبعض القرى المجاورة لها من قبل الوحدات العسكرية، تحسبا لأي عمل غادر من قبل بعض الخلايا النائمة من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني المقدم بلحسن الوسلاتي في تصريح صحفي أن الأوضاع في بن قردان تتجه نحو الاستقرار الحذر، وأن القوات العسكرية والأمنية في حالة تأهب لأي طارئ ولأي احتمال وأضاف الوسلاتي: إن الأوضاع العامة حاليا في طريقها إلى الاستقرار، وإن الحركة العامة ببن قردان عادت شيئا فشيئا باستثناء المدارس التي ما زالت مغلقة حفاظا على أمن التلاميذ والمواطنين. وقد خلفت مواجهات الاثنين بحسب حصيلة رسمية غير نهائية مقتل 54 شخصا بينهم 10 من رجال الأمن و7 مدنيين. وفي شأن متصل، قام إقليم الامن بمدينة بصفاقس وسط تونس صباح امس بغلق جميع منافذ الدخول إلى صفاقس على مستوى كلم 9، بجميع الطرقات واستعملت للغرض 150 عونا، للقيام بعمليّات مراقبة العربات والتثبّت من هويّات الوافدين على المدينة وذلك منذ الصباح. وتتجه العملية العسكرية في بن قردان نحو نهايتها بهدوء حذر، غير ان توقيت العملية وحجمها الكبير لا ينبئ بخير حسب ما يراه بعض المختصين في الجماعات الارهابية، اذ يعتبره البعض تشتيت انتباه للقوات العسكرية التونسية عن مناطق حدودية اخرى لتسهيل عبور مقاتلين داخل التراب التونسي. فهل اصبحت فعلا تونس الهدف القادم للدواعش؟ هذا ما ستكشفه الايام القادمة.