تبنى تنظيم «داعش» أمس، الهجوم المسلح الذي نفذه مقاتلون تابعون له على مدينة «بن قردان» جنوبتونس، فيما تمكنت وحدات أمنية وعسكرية من قتل 3 مسلحين واعتقال آخر ضمن إطار مواصلة عمليات التمشيط في المنطقة الحدودية مع ليبيا. وتبنى «داعش» أمس، الهجوم على بن قردان الذي كان يهدف إلى إعلان المدينة «إمارة إسلامية»، متوعداً تونس بمزيد من الهجمات، وفق بيان نشرته مؤسسة «البتار» التابعة للتنظيم المتطرف. وأكد التنظيم أن «الحرب بدأت لتوها في تونس والجهاد سيتواصل ضد طواغيتها»، مهدداً بتنفيذ هجمات تستهدف الأمن والجيش التونسيين «إلى حين تطبيق حكم الإسلام في تونس وإعلانها إمارة تابعة للدولة الإسلامية». وجاء بيان «داعش»، في ظل تواصل الاشتباكات المتفرقة في «بن قردان» ومناطق قريبة منها بين الجيش والأمن التونسيين وفلول العناصر الموالية لتنظيم «داعش»، حيث قُتل 3 مسلحين واعتُقل آخر أُصيب بجروح خلال المواجهات. ولا تزال العملية متواصلة حيث تقوم قوات الجيش والدرك بعمليات تمشيط ودهم واعتقالات واسعة النطاق في «بن قردان» والقرى المحيطة بها، مع نشوب اشتباكات متفرقة مع مسلحين مختبئين في أوكار ومنازل مهجورة قريبة من المنطقة. وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت الإثنين إثر هجوم مجموعة إرهابية مسلحة استهدف ثكنة للجيش التونسي ومديريتين للدرك والأمن بمنطقة «بن قردان»، وتمكنت الوحدات الأمنية والعسكرية من صد الهجوم، الذي استعمل خلاله المهاجمون أسلحة رشاشة وسيارات رباعية الدفع وقتلت 46 عنصراً مسلحاً. وعلى رغم أن إحصاءات وزارتي الداخلية والدفاع التونسيتين، أكدت أن حصيلة القتلى في صفوف الإرهابيين بلغت 46 قتيلاً، إلا أن الناطق باسم النيابة العامة التونسية كمال بربوش، أشار الى أن العدد الإجمالي للقتلى بلغ 44 قتيلاً وفق المعطيات المتوافرة لدى وزارة العدل. وأكد بربوش أنه «تم التعرف إلى هويات 22 جثة لإرهابيين قُتلوا في عملية بن قردان وجميعهم يحملون الجنسية التونسية»، مضيفاً أن عدد الإرهابيين الموقوفين بلغ 10 عناصر، إلى جانب اكتشاف 3 مخازن أسلحة في مناطق مختلفة في بن قردان. في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت أنه سيزور تونس يومي 17 و18 آذار (مارس) الجاري لتأكيد تضامن بلاده مع تونس «التي شهدت الإثنين هجوماً جهادياً غير مسبوق» وفق تصريح له أول من أمس، من القاهرة. وقال وزير الخارجية الفرنسي إن «التحرك ضد إرهاب داعش في ليبيا هو أيضاً حماية لأمن التونسيين ودول أخرى في المنطقة».