بعيدا عن مباراته البارحة أمام جاره الهلال في الديربي الكبير، التي بالتأكد لا أعرف نتيجتها أثناء كتابة المقال نظرا لظروف الطبع، إلا أن النصر- بجميع مكوناته- ما زال يصر على إحباط مدرجه ويوجه له الصدمات في كل مباراة يخوضها وكان آخرها مباراته أمام الفيصلي التي كان خلالها لاعبوه خارج المود كما هو حالهم في الكثير من المباريات، وفشلوا في استغلال النقص العددي في صفوف المنافس الذي لعب منذ أواخر الشوط الأول بعشرة لاعبين.. هذه النتيجة الهزيلة التي آلت إليها المباراة «الفضيحة» إن جاز التعبير، جسدت الفوضى التي تسيطر على الفريق منذ بداية الموسم وتنقلت بين أركانه بدءا بالإدارة مرورا بالأجهزة الفنية السابقة وأخيرا اللاعبين الذين دافعنا عنهم باستماتة والتمسنا لهم العذر في العديد من المباريات التي كانوا خلالها خارج نطاق التغطية الفنية والذهنية.. في السابق انتقدنا عمل إدارة الأمير فيصل بن تركي وما زلنا، وطالبناه بتصحيح سياسته الخاطئة التي انتهجها هذا العام لإدارة النادي، وترتب عليها ابتعاد أعضاء الشرف عن الدعم وفشل الفريق في المنافسة على البطولات نتيجة تخبط الأجهزة الفنية السابقة وتواضع أداء بعض اللاعبين الأجانب وتقاعس اللاعبين المحليين لعدم استلام مستحقاتهم المالية.. لكن عندما يصل الأمر باللاعبين إلى عدم احترام الكيان العظيم والاستهتار بشعاره والعبث بتاريخه والتلاعب بأعصاب مدرج الشمس، فهنا يجب أن نتوقف ونحملهم مسؤولية التراجع كاملة خصوصا في المباريات الأخيرة التي تعاملوا مع مجرياتها بشيء من التعالي والغرور، فكانت النتيجة صفعة جديدة لعشاق العالمي الذين ما زالوا يبحثون عن الفرح الذي ودعهم مع نهاية دوري العام المنصرم.. لا أحد ينكر أن الفريق حاليا يضم أفضل العناصر في الكرة السعودية وقادر بوجودهم على احتكار البطولات لسنوات مقبلة، ولكن عندما يتخذون من اللامبالاة شعارا لهم وتكون المزاجية هي السمة السائدة على أدائهم، من الصعب أن يحقق الفريق أي بطولة أو حتى ينافس عليها.. إن ما يطالب به كل منتم لهذا النادي العريق فيما تبقى من منافسات هذا الموسم، هو استشعار اللاعبين المسؤولية والتحلي بالروح العالية واللعب بقتالية لتجميل صورتهم في نظر جماهيرهم وتحسين مركز فريقهم في الدوري وإنقاذ موسمه بكأس جلالة الملك والتأهل للأدوار المتقدمة في دوري أبطال آسيا.. أعتقد أن ما يطالب به عشاق النصر، من أبسط حقوقهم، وأجزم أنه لا يعد أمرا صعبا على نجوم الفريق، عطفا على الإمكانات الفنية الكبيرة التي يتمتعون بها، ولكن يبقى السؤال: هل سيفعلون ذلك ويرسمون الفرح على محيا أنصارهم أم يكون موسمهم للنسيان؟