بدأ مزارعو الأحساء المهتمون بعملية إنتاج التمور رحلة جديدة وموسما مبشرا بإنتاج تمور جديدة من خلال البدء الفعلي في عملية التلقيح للنخيل وإعلان انطلاق موسم التمور بتلقيح عدد من الانواع المختلفة للنخيل وخصوصا الرئيسية في الأحساء والتي بدأت بأنواع بالإخلاص والرزيز والشبيبي ومن ثم ستعقبها انواع اخرى منها نوع الشهل وأم رحيم والهلالي ثم الخصاب والصبو الى أن تكتمل عملية التلقيح لبقية الأنواع والتي تستمر 40 يوما، حيث اعتبرها المزارعون والمهتمون بالتمور أنها أهم فترة لموسم تلقيح النخيل. وأوضح الفلاح خليل التنم ل«اليوم»: الآن بدأ موسم التلقيح للنخيل وهو ذروة الموسم الآن وانه على مدار 40 يوما تكون مزارع الاحساء قد تم تلقيحها، موضحا انه وإن كان هناك من رسالة للمزارعين والمهتمين بالتمور فهي الحرص على تطوير منتجهم وتخفيف الثمار والعناية بالحرص على اللقاح المضمون واللقاح الخالي من الإصابات ليحوزوا على ثمار مميزة وأسعار أميز ، موجها رسالة لكل مزارع أن يتواصل مع قسم الإرشاد سواء في مديرية الشؤون الزراعية او في مركز النخيل أو في مشروع الري والصرف للاستفادة من البرامج التي يقدمونها في هذا الجانب، مؤكدا على أهمية تخفيف الثمر وتطبيق نظام الفرز من الآن حتى يحوزوا على الاسعار التي توفي مجهودهم وحتى نرقى كما رقت مصانع الأحساء بالتصنيعات التحويلية أو تصنيع التمور وأننا نريد المزارع أن يكون بارزا في أن ينتج ثمارا مميزة من التمور تكون مطلوبة ومرغوبة في السوق. وقال التنم أحذر المزارعين من عملية التعامل مع اللقاح الذي يقوم ببيعه الوافدون دون فحصه تماما وأطالب من المسؤولين سواء في الأمانة أو وزارة التجارة أو وزارة الشؤون الزراعية بأخذ الاجراءات التي تمنع الوافدين من بيع لقاح النخيل بطريقة عشوائية وغير مدروسة، كما أود أن يكون هناك مندوب من الزراعة لمتابعة اللقاح الذي يباع في السوق وكذلك من وزارة التجارة ليتم الكشف عنه اذا ما وجدوه مغشوشا حتى لا يتورط المزارع في لقاح يضيع عليه موسم سنة كاملة. * أسواق الأحساء تسجل ارتفاع اللقاح. وتشهد اسواق الاحساء المختصة ببيع اللقاح ارتفاعا ملحوظا مع بداية موسم التلقيح حيث يتراوح (السف) الواحد ما بين 80 الى 150 ريالا، وعلى حسب الحجم يمكن ان يصل الى 200 ريال نظرا للطلب الكبير من المزارع على اللقاح «النبات» حيث يمثل موسما هاما لمن يجمعه ويقوم ببيعه لجني المال خصوصا اللقاح الجيد والمضمون حيث يتم جلبه من فحال المزارع وهو الذي يعتبره المزارعون الأفضل للإنتاج والنوع الثاني هو الذي يتم جمعه من فحال الصحراء، وقد لفت الأنظار أن باعة اللقاح «النبات» هم من العمالة الوافدة وهو ما جعل الكثير من المزارعين يطالبون برقابة من الجهات المختصة. * جهود الزراعة وهيئة الري والصرف ومركز النخيل والتمور بالأحساء. فيما تبذل الجهات المسؤولة في الزراعة ممثلة في المدير العام للزراعة بالاحساء وهيئة الري والصرف ومركز النخيل والتمور جهودا كبيرة في عملية توعية وإرشاد المزارعين حول ما يخص عملية تلقيح النخيل باللقاح «بالنبات» من خلال عملية التوعية والإرشاد التي تقدم وتوزع البروشورات والبرامج المنوعة. وتعتبر عملية التلقيح من أهم العمليات الاساسية للحصول على إنتاج وفير ولكنها ظلت على مر السنين تجري بطريقة تقليدية مستهلكة الكثير من الجهد والوقت واليد العاملة ولتسهيل هذه العملية تم استعمال السلالم في مرحلة أولى لصعود النخلة ولكنها بقيت طريقة صعبة وغير آمنة وفي بداية السبعينيات ومع التوسع الكبير في زراعة النخيل في العالم ونظرا للنقص الملحوظ في اليد العاملة المختصة طورت تقنيات جديدة للتلقيح تعتمد على ايصال حبوب اللقاح للطلع المؤنث، ومن ذلك ما يقدمه مركز النخيل والتمور ومنها عملية تلقيح النخيل بقطع الاسفنج والتي يتم فيها استخلاص حبوب اللقاح يدويا أو بواسطة جهاز يمكن من فصل حبوب اللقاح عن بقايا الازهار والشوائب وتجميعه آليا في علب بلاستيكية ذات غطاء محكم يسهل تخزينها داخل الثلاجة ثم استعمالها للتلقيح كلما اقتضت الحاجة، كما يتم عن طريق الاستخلاص الآلي والاستخلاص اليدوي، ويتم خلط حبوب اللقاح بالدقيق بنسبة 1 الى 4 في إناء وتغمس بداخله قطع الاسفنج التي لا يتجاوز طولها 25سم ومن ثم وضع قطعة الاسفنج داخل عذق الأنثى (2 إلى 3 قطع حسب حجم العذق) وربط العذق بعد التلقيح. ومن ذلك عملية تقنيات التلقيح الآلي لنخيل التمر ثلاث وحدات وهي حاوية لحبوب اللقاح وخزان هواء مضغوط وخلاط حبوب اللقاح وتتم عملية التلقيح تحت قوة الهواء المضغوط الذي يسحب حبوب اللقاح الموجودة بالحاوية وخلطها بالهواء وإيصالها للازهار المؤنثة عبر انبوب يختلف طوله حسب طول النخلة المراد تلقيحها.