تنخفض درجات الحرارة بالمنطقة الشرقية خلال ال 36 ساعة القادمة، وخاصة في الصغرى، وذلك بسبب تغيّر اتجاه الرياح الى شمالية مصاحبة لمرتفع جوي، وسط توقعات بأن تكون عالية السرعة مثيرة للأتربة والغبار، في أماكن متفرقة وخاصة على الطرق البرية. ويأتِي ذلك بعد انحسار حالة عدم الاستقرار الجوي، التي شهدتها المنطقة في الايام الماضية، ويستقر الطقس نسبيا في معظم مناطق المملكة، عدا تشكل سحب رعدية في انحاء متفرقة، واحتمالية هطول بعض الأمطار الخفيفة جنوب الخليج العربي. ويتزامن يوم غدٍ الثلاثاء مع تغير الأنظمة الجوية، متسمةً بالطابع الربيعي في مطلع شهر مارس، حتى 21 مارس الذي تتساوى فيه ساعات الليل والنهار في جميع أرجاء الكرة الأرضية، عندما تكون الشمس عمودية فوق خط الاستواء، ويعرف بالاعتدال الربيعي، ممثلا لزمن الفاصلة (فلكيا) ما بين برد الشتاء حرارة الصيف، ومن ثم تزداد الفترات الدافئة والتقلبات الجوية المفاجئة، بحالات عدم الاستقرار الجوي وموجات الغبار والأمطار الرعدية. ويستمر النهار يأخذ دقائق إضافية من الليل بشكل يومي، مع زيادة الحرارة تدريجياً حتى قدوم فصل الصيف، فيما يتوقع ان يكون ربيع هذا العام متميزا بغزارة الأمطار بإذن الله وتراجع موجات الغبار، حيث تساعد الهطولات على تسكين التربة في مساحات واسعة. وفي سياق متصل، يوضح الباحث العلمي المختص في الطقس والفلك، عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن الأمطار الأخيرة كانت ضمن بوادر اقتراب موسمها الربيعي، وقد تتجدد بإذن الله في الأيام المقبلة وتكون خفيفة على فترات متباعدة، في حين ما زالت معظم التنبؤات تشير الى احتمال غزارتها في نهاية شهر مارس. وحول علاقتها بالمنخفضات الجوية قال الشمري: إن هنالك عددا من المؤثرات التي تعمل على تهيئة الاجواء للأمطار بعد المشيئة الإلهية، ويشترك في ذلك منخفضا البحر الأحمر والسودان والمنخفضات المتوسطية، وتتحرك في مواسم متتابعة بما يصحبها من تقلبات جوية، تنعكس على مستوى الحرارة وسرعة واتجاه الرياح، اضافة الى مصادر اندفاع الرطوبة من بحر العرب والمحيط الهندي، متلاقية مع الكتل الشمالية الباردة ، وبالتالي تكون فرص تشكل السحب وتساقط الأمطار متزايدة، وذلك في النظرة المتفائلة بموسمها المعتاد في الربيع. وتكون التوقعات مرتبطة بالمنخفضات الجوية ودورها في تهيئة الاسباب بمشيئة الله تعالى، كما أنه لا مجال للتأكيد في ذلك، لأنّ التنبؤات بعيدة المدى، تمثل صعوبة بالغة في عنصر المطر خاصة، وما يؤخذ به هو احتمال المتكرر موسميا، ومن ثم الاخذ بالمعطيات في جملتها كعوامل مبشرة، كما هو الوضع في عوامل تغيرات الطقس بالفترة الحالية التي بدت ايجابية. ويضيف الفلكي الشمري بقوله: إن التفاؤل كبير بقدوم ربيع ممطر، فالأرض متعطشة للارتواء والهطولات، مرورا بمواسم المربعانية والشبط والى العقارب، كانت خفيفة نسبيا خاصة في منطقة الرياض، في حين تساهم سلسلة الامطار المتواصلة وإن كانت على فترات، على تهدئة الغبار، بحيث تخف حدة العواصف الرملية المعتادة بهذا الفصل. وحول خريطة الانواء في محددات الفصول، قال: إنها تقويم تراثي، يؤخذ به على سبيل المقاربة، فلا يمكن الاعتداد بها في التطابق مع الاجواء الفعلية، وذلك لان طبيعة الطقس متقلبة عموما وخاصة في المملكة، منها مؤثرات تتعلق بالدورات الشمسية، كما أن الفصول الأربعة تحدث نتيجة دوران الأرض حول الشمس خلال ال 365 يوماً في مدار بيضاوي، ما يؤدي إلى اختلاف في زاوية سقوط أشعة الشمس على الأرض. وتكون الفصول باعتدالين (الخريفي والربيعي) وانقلابين في السنة (الشتوي والصيفي)، مع اختلاف في درجات الحرارة، وتباين مستمر في الأحوال المناخية، الذي يعني ان التقسيم يكون مرتبطا بالأنماط الفعلية للطقس، كما هو في مواقيت الطوالع النجمية وهي بالضرورة غير ثابتة، وفي توقعات امطار الربيع الاستئناس بالمبشرات. ويُتوقع أن تكون المرحلة المقبلة اعتيادية في جميع العناصر الجوية التي تتكرر متقاربة الخصائص موسميا، وفي درجات الحرارة يكون التباين طبيعيا بحسب المناطق، مع ملاحظة أن الأجواء حتى الآن تميل الى الدفء والطقس حار مقارنة بالسنوات الماضية. من جهتها، تشير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها اليومي إلى ان الفرصة ما زالت مهيأة لهطول أمطار رعدية اليوم الاثنين بمشيئة الله تعالى، على منطقتي الرياضوالشرقية تشمل الأجزاء الجنوبية، تكون متوسطة مصحوبة برياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار، تحد من مدى الرؤية الأفقية. كما تتهيأ الفرصة لتكون السحب الرعدية الممطرة على مرتفعات مناطق عسير والباحة وجازان ومكة المكرمة ونجران، وبحسب الارصاد تنشط الرياح السطحية الشرقية مثيرة للأتربة والغبار، ويشمل ذلك مناطق تبوك والمدينة المنورة ومكة المكرمة. فيما تتأثر الرؤية الأفقية بالعوالق الترابية والأتربة المثارة على منطقتي القصيم وحائل، ولا يستبعد تكوّن الضباب خلال ساعات الليل والصباح الباكر، على مناطق شمال وشرق المملكة، ويكون هبوب الرياح السطحية في البحر الأحمر متغيرا خلال ال 24 ساعة القادمة بين شمالية غربية إلى شمالية شرقية على الجزأين الشمالي والأوسط تتحول جنوبية غربية الى جنوبية على الجزء الجنوبي بسرعة15- 38 كيلومترا في الساعة وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف وتكون الحالة في البحر بأمواج متوسطة الارتفاع. وفي الخليج العربي تتحرك الرياح السطحية بإذن الله في اتجاهات شمالية غربية إلى غربية بسرعة 18- 38 كيلومترا في الساعة وترتفع امواج البحر من متر إلى متر ونصف، وتكون حالة البحر بأمواج متوسطة الارتفاع غالبا.