من المهم جدا أن يكون لدينا الإدراك والوعي الكافي لصناعة الأعمال، وأعني بذلك أن نعمل على إيجاد قيمة اقتصادية لنشاط أو مجموعة أنشطة متشابهة، ينتج عنها قيمة اقتصادية تساهم على مستوى الناتج القومي للبلد، وقد يكون المشهد أكثر إيضاحا عندما نتتبع نشاط العديد من الأعمال التجارية والصناعية، وكيف كانت البداية لهذه الأنشطة، فعلى سبيل المثال: قطاع المقاولات الذي نشأ بمبادرات فردية سواء وطنية أو أجنبية، وبنموذج تشغيلي بسيط، تطور عبر سنوات طويلة ليشمل أنشطة عديدة تعمل مع هذا النشاط مثل توافر الشركات والمكاتب الاستشارية الهندسية الى مصانع الخرسانة الجاهزة والطابوق إلى تجارة مواد البناء وتصنيعها، اضافة الى أنشطة نمت بشكل إيجابي مع تطور هذا القطاع مثل العقار والنشاط البنكي والتمويل. هذا النموذج من الشبكة العنكبوتية، هو ما يمثل مفاصل الحركة التجارية والصناعية متى ما أحسنّا التعامل مع الأنشطة الحالية أو الوليدة النشء، لتمثل قيمة وتأثيرا اقتصاديا حقيقيا، وحقيقة الامر والمتابع للحركة والنشاط التجاري في المملكة يرى الكثير من الفرص التي يتطلب استغلالها أو التركيز عليها مثل: النشاط التقني، ونشاط تجارة السيارات وقطع الغيار، وصناعة الملابس، والخدمات، وغيرها من الأنشطة التي يتطلب ان يتم النظر اليها بمشهد مختلف وتحديدا من حيث محيط هذه الأنشطة وتوطينها محليا في خدمة الاقتصاد. تأسس الاقتصاد على نظرية العرض والطلب، ومن هذه النظرية نستدل أنه متى ما كان هناك طلب فسيكون هناك عرض، وبالتالي استمرار الاثنين يعني استمرار التطوير والحصول على المكتسبات الاقتصادية، وبالتالي ينبغي علينا ان نسعى جاهدين لإعادة هيكلة النشاط الاقتصادي مهما كان مستوى درجة بساطته بأن يعمل بتوازن وفق هذه النظرية، والتي من شأنها أن تصحح وتطور هذا النشاط إلى ان يصل الى درجة معقولة من خلق القيمة المُضافة للاقتصاد الوطني، والتي تتمركز في دعم الحركة التجارية المحلية وقدرتها على خلق الوظائف والتكامل مع بعض الأنشطة الأخرى إلى أن يتم الوصول إلى النتيجة النهائية وهي (نشاط اقتصادي مستدام). دائما وأبدا يتم البحث من قبل المستثمرين عن الفرص الجديدة والواعدة، وإذا ما تم التمعن بشكل جيد نرى أن إعادة هيكلة الكثير من الأنشطة لدينا، ستمثل العديد من الفرص الواعدة وبعوائد اقتصادية مجزية متى ما تمت وفق الممارسات الصحيحة، كما وفي الوقت نفسه يتطلب من أصحاب الأعمال الالتفاتة الى الفرص التي تنتج عن تأسيس بعض المشاريع العملاقة في المملكة، مثل: مشروع السكة الحديد، وقطاع الملاحة الجوية، الذي بدأ يتسع نطاقه أكثر وأكثر، وغيره الكثير من القطاعات. وختاما.. من المهم جدا أن يتم تعليم رواد الأعمال من الصف الأول فن صناعة الأعمال، إضافة إلى المهارات الرئيسية المطلوبة لخلق مشروع ناجح.